يَشَاءُ فَتُظْلِمُ قُلُوبُهُمْ، وَ اللَّهِ يَا أَبَا خَالِدٍ! لَا يُحِبُّنَا عَبْدٌ وَ يَتَوَلَّانَا حَتَّى يُطَهِّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ وَ لَا يُطَهِّرُ اللَّهُ قَلْبَ عَبْدٍ حَتَّى يُسَلِّمَ لَنَا وَ يَكُونَ سِلْماً لَنَا- فَإِذَا كَانَ سِلْماً لَنَا سَلَّمَهُ اللَّهُ مِنْ شَدِيدِ الْحِسَابِ- وَ آمَنَهُ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْأَكْبَرِ.
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ أَيْ يُصَدِّقُ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ- فَإِذَا بَيَّنَ اللَّهُ لَهُ اخْتَارَ الْهُدَى وَ يَزِيدُهُ اللَّهُ- كَمَا قَالَ وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَ قَوْلُهُ إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ أي حب،
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ رَبِيعٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ سَأَلْتُ الْعَبْدَ الصَّالِحَ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ قَالَ الْبَيِّنَاتُ هُمُ الْأَئِمَّةُ ع
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَ أَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَ ذَلِكَ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ إِذَا أَرَادَ الْهِجْرَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص تَعَلَّقَ بِهِ ابْنُهُ وَ امْرَأَتُهُ- وَ قَالُوا نَنْشُدُكَ اللَّهَ أَنْ تَذْهَبَ عَنَّا- وَ تَدَعَنَا فَنَضْبَعَ[1] بَعْدَكَ فَمِنْهُمْ مَنْ يُطِيعُ أَهْلَهُ فَيُقِيمُ- فَحَذَّرَهُمُ اللَّهُ أَبْنَاءَهُمْ وَ نِسَاءَهُمْ وَ نَهَاهُمْ عَنْ طَاعَتِهِمْ- وَ مِنْهُمْ مَنْ يَمْضِي وَ يَذَرُهُمْ وَ يَقُولُ- أَمَا وَ اللَّهِ لَئِنْ لَمْ تُهَاجِرُوا مَعِي- ثُمَّ يَجْمَعُ اللَّهُ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ فِي دَارِ الْهِجْرَةِ- لَا أَنْفَعُكُمْ بِشَيْءٍ أَبَداً، فَلَمَّا جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُمْ- أَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يُوفِيَ وَ يُحْسِنَ وَ يَصِلَهُمْ- فَقَالَ وَ إِنْ تَعْفُوا وَ تَصْفَحُوا وَ تَغْفِرُوا- فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ نَاسِخَةٌ لِقَوْلِهِ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ قَالَ فِي قَوْلِهِ وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ قَالَ يُوقَ الشُّحَّ إِذَا اخْتَارَ النَّفَقَةَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ،
قَالَ وَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي قُرَّةَ [مُرَّةَ] قَالَ رَأَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَطُوفُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى الصَّبَاحِ- وَ هُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ قِنِي شُحَ
[1]. ضَبَعَ الرَّجُلُ: جَبُنَ وَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ اللَّفْظُ« نَضِيعَ». ج. ز