يَا سَلْمَانُ! فَعِنْدَهَا يَلِيهِمْ أَقْوَامٌ إِنْ تَكَلَّمُوا قَتَلُوهُمْ- وَ إِنْ سَكَتُوا اسْتَبَاحُوا حَقَّهُمْ- لَيَسْتَأْثِرُونَ أَنْفُسَهُمْ بِفَيْئِهِمْ وَ لَيَطَئُونَ حُرْمَتَهُمْ- وَ لَيَسْفِكُنَّ دِمَاءَهُمْ وَ لَيَمْلَأُنَّ قُلُوبَهُمْ دَغَلًا وَ رُعْباً، فَلَا تَرَاهُمْ إِلَّا وَجِلِينَ خَائِفِينَ مَرْعُوبِينَ مَرْهُوبِينَ، قَالَ سَلْمَانُ: وَ إِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: إِي وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، يَا سَلْمَانُ! إِنَّ عِنْدَهَا يُؤْتَى بِشَيْءٍ مِنَ الْمَشْرِقِ وَ شَيْءٍ مِنَ الْمَغْرِبِ يُلَوَّنُ أُمَّتِي، فَالْوَيْلُ لِضُعَفَاءِ أُمَّتِي مِنْهُمْ وَ الْوَيْلُ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ، لَا يَرْحَمُونَ صَغِيراً وَ لَا يُوَقِّرُونَ كَبِيراً- وَ لَا يَتَجَاوَزُونَ مِنْ مُسِيءٍ- جُثَّتُهُمْ جُثَّةُ الْآدَمِيِّينَ وَ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ، قَالَ سَلْمَانُ وَ إِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: إِي وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ يَا سَلْمَانُ! وَ عِنْدَهَا يَكْتَفِي الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ وَ النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ- وَ يُغَارُ عَلَى الْغِلْمَانِ كَمَا يُغَارُ عَلَى الْجَارِيَةِ فِي بَيْتِ أَهْلِهَا- وَ تُشْبِهُ الرِّجَالُ بِالنِّسَاءِ وَ النِّسَاءُ بِالرِّجَالِ- وَ لَتَرْكَبَنَّ ذَوَاتُ الْفُرُوجِ[1] السُّرُوجَ- فَعَلَيْهِنَّ مِنْ أُمَّتِي لَعْنَةُ اللَّهِ، قَالَ سَلْمَانُ: وَ إِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: إِي وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ يَا سَلْمَانُ! إِنَّ عِنْدَهَا تُزَخْرَفُ الْمَسَاجِدُ- كَمَا تُزَخْرَفُ الْبِيَعُ وَ الْكَنَائِسُ وَ تُحَلَّى الْمَصَاحِفُ، وَ تُطَوَّلُ الْمَنَارَاتُ وَ تَكْثُرُ الصُّفُوفُ بِقُلُوبٍ مُتَبَاغِضَةٍ- وَ أَلْسُنٍ مُخْتَلِفَةٍ.
قَالَ سَلْمَانُ: وَ إِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: إِي وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ وَ عِنْدَهَا تُحَلَّى ذُكُورُ أُمَّتِي بِالذَّهَبِ- وَ يَلْبَسُونَ الْحَرِيرَ وَ الدِّيبَاجَ وَ يَتَّخِذُونَ جُلُودَ النُّمُورِ صِفَافاً[2] قَالَ سَلْمَانُ: وَ إِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: إِي وَ الَّذِي
[1]. لَيْسَ« السُّرُوجُ» مُخْتَصّاً بِالْخَيْلِ فَقَطْ، فَقَدْ أُطْلِقَ هَذَا اللَّفْظُ عَلَى مُطْلَقِ الدَّابَّةِ، فَيَنْطَبِقُ تَمَاماً عَلَى النِّسَاءِ الْمُكَشَّفَاتِ اللَّوَاتِي يَسُقْنَ سَيَّارَاتِهِنَّ إِظْهَاراً لِلْمَالِ وَ الْجَمَالِ، الَّذِي هُوَ فِي الْحَقِيقَةِ وَبَالٌ لَهُنَّ وَ لِجَمِيعِ الْمَالِ.
[2]. أَيْ فُرُشاً ج. ز