ثم احتج الله على
الدهرية فقال: أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ
السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ- وَ لَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ
يُحْيِيَ الْمَوْتى- بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ثم أدب الله
نبيه ص بالصبر فقال فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ و هو نوح و
إبراهيم و موسى و عيسى ابن مريم ع و محمد ص، و معنى أولي العزم- أنهم سبقوا
الأنبياء إلى الإقرار بالله- و الإقرار بكل نبي كان قبلهم و بعدهم و عزموا على
الصبر مع التكذيب و الأذى[1] ثم قال وَ لا
تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ يعني العذاب كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ-
لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ قال يرون يوم القيامة
أنهم لم يلبثوا في الدنيا- إلا ساعة من نهار بَلاغٌ أي أبلغهم ذلك فَهَلْ
يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ.
47 سورة محمد ص مدنية
آياتها ثمان و ثلاثون 38
بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ نزلت في الذين ارتدوا بعد رسول الله ص و غصبوا أهل بيته حقهم
و صدوا عن أمير المؤمنين ع و عن ولاية الأئمة ع أَضَلَّ
أَعْمالَهُمْ أي أبطل ما كان تقدم منهم مع رسول الله ص من الجهاد و
النصرة-.
[1]. و قد مضى أيضا تفسير أولي العزم فى هذا
الكتاب فراجع ص 65 ج. ز