قال علي بن إبراهيم في
قوله وَ يَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ
طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَ اسْتَمْتَعْتُمْ بِها قال أكلتم و
شربتم و لبستم و ركبتم و هي في بني فلان فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ
الْهُونِ قال العطش بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ
الْحَقِّ- وَ بِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ
و قوله وَ اذْكُرْ
أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ و الأحقاف بلاد عاد من
الشقوق إلى الأجفر و هي أربعة منازل-.
ثم حكى الله قوم عاد قالُوا أَ
جِئْتَنا لِتَأْفِكَنا أي تزيلنا بكذبك عما كان يعبد آباؤنا فَأْتِنا بِما
تَعِدُنا من العذاب إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ و كان نبيهم هود و كانت
بلادهم كثيرة الخير خصبة، فحبس الله عنهم المطر سبع سنين حتى أجدبوا- و ذهب خيرهم
من بلادهم، و كان هود يقول لهم ما حكى الله في سورة هود اسْتَغْفِرُوا
رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إلى قوله وَ لا تَتَوَلَّوْا
مُجْرِمِينَ فلم يؤمنوا و عتوا فأوحى الله إلى هود إنه يأتيهم العذاب في
وقت كذا و كذا- و ريح فيها