ص فَقَالُوا: إِنَّا قَدْ نَصَرْنَا وَ فَعَلْنَا فَخُذْ مِنْ أَمْوَالِنَا مَا شِئْتَ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ «قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى» يَعْنِي فِي أَهْلِ بَيْتِهِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص بَعْدَ ذَلِكَ مَنْ حَبَسَ أَجِيراً أَجْرَهُ- فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفاً وَ لَا عَدْلًا
و هو محبة آل محمد ثم قال وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً و هي إقرار الإمامة لهم- و الإحسان إليهم و برهم و صلتهم نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً أي نكافئ على ذلك بالإحسان-
و قوله وَ لَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ
قَالَ الصَّادِقُ ع لَوْ فَعَلَ لَفَعَلُوا- وَ لَكِنْ جَعَلَهُمْ مُحْتَاجِينَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ- وَ اسْتَعْبَدَهُمْ بِذَلِكَ- وَ لَوْ جَعَلَهُمْ كُلَّهُمْ أَغْنِيَاءَ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ
وَ لكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ مما يعلم أنه يصلحهم في دينهم و دنياهم إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ
و قوله: وَ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا أي يئسوا وَ يَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَ هُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْعَرْزَمِيِّ [الْعَزْرَمِيِ] عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ سُئِلَ عَنِ السَّحَابِ أَيْنَ يَكُونُ قَالَ: يَكُونُ عَلَى شَجَرٍ كَثِيفٍ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ يَأْوِي إِلَيْهِ- فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُرْسِلَ أَرْسَلَ رِيحاً فَأَثَارَهُ- وَ وَكَّلَ بِهِ مَلَائِكَةً يَضْرِبُونَهُ بِالْمَخَارِيقِ وَ هُوَ الْبَرْقُ فَيَرْتَفِعُ.
و قوله وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ- وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ
قَالَ فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنِّي أُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ يَنْبَغِي لِكُلِّ مُسْلِمٍ، أَنْ يَعِيَهُ- ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: مَا عَاقَبَ اللَّهُ عَبْداً مُؤْمِناً فِي هَذِهِ الدُّنْيَا إِلَّا كَانَ اللَّهُ أَحْلَمَ وَ أَمْجَدَ- وَ أَجْوَدَ مِنْ أَنْ يَعُودَ فِي عِقَابِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ مَا سَتَرَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ مُؤْمِنٍ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا- وَ عَفَا عَنْهُ إِلَّا كَانَ اللَّهُ أَمْجَدَ وَ أَجْوَدَ- وَ أَكْرَمَ مِنْ أَنْ يَعُودَ فِي عُقُوبَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ قَالَ ع: وَ قَدْ يَبْتَلِي اللَّهُ الْمُؤْمِنَ بِالْبَلِيَّةِ فِي بَدَنِهِ- أَوْ مَالِهِ أَوْ وُلْدِهِ أَوْ أَهْلِهِ- ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ «وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ ... إلخ»