ثم أدب الله نبيه ص
فقال وَ لا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَ لَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ قال ادفع سيئة من أساء إليك بحسنتك- حتى يكون الَّذِي بَيْنَكَ وَ
بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ثم قال وَ ما
يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا- وَ ما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ
عَظِيمٍ- وَ إِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ أي إن عرض بقلبك نزغ من
الشيطان فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ و المخاطبة لرسول الله ص و المعنى للناس- ثم
احتج على الدهرية فقال وَ مِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً أي ساكنة هامدة إِنَّ
الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا يعني ينكرون لا يَخْفَوْنَ
عَلَيْنا ثم استفهم عز و جل على المجاز فقال أَ فَمَنْ يُلْقى
فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما
شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.
و قوله إِنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ يعني بالقرآن.
ثم قال وَ لَوْ
جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا- لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُ ءَ
أَعْجَمِيٌّ وَ عَرَبِيٌ قال لو كان هذا القرآن أعجميا- لقالوا لو لا
أنزل بالعربية- فقال الله قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَ شِفاءٌ أي تبيان وَ الَّذِينَ
لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ أي صمم
و قوله لَوْ لا
فُصِّلَتْ آياتُهُ ءَ أَعْجَمِيٌّ وَ عَرَبِيٌ قال لو كان هذا القرآن
أعجميا لقالوا كيف نتعلمه و لساننا عربي- و آتينا بقرآن أعجمي- فأحب الله أن ينزله
بلسانهم و قد قال الله عز و جل وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا
بِلِسانِ قَوْمِهِ.
و قال علي بن إبراهيم في
قوله وَ يَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي يعني ما كانوا يعبدون
من دون الله قالُوا آذَنَّاكَ أي أعلمناك