الْمِسْكَ- وَ تُرَابَهَا الزَّعْفَرَانَ وَ حَصَاهَا اللُّؤْلُؤَ- وَ جَعَلَ دَرَجَاتِهَا عَلَى قَدْرِ آيَاتِ الْقُرْآنِ فَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ قَالَ لَهُ اقْرَأْ وَ ارْقَ- وَ مَنْ دَخَلَ مِنْهُمُ الْجَنَّةَ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي الْجَنَّةِ أَعْلَى دَرَجَةً مِنْهُ مَا خَلَا النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: فَمَا الزُّهْدُ قَالَ: الزُّهْدُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ- فَأَعْلَى دَرَجَاتِ الزُّهْدِ أَدْنَى دَرَجَاتِ الرِّضَى- أَلَا وَ إِنَّ الزُّهْدَ فِي آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ «لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ» فَقَالَ الرَّجُلُ:
«لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع. وَ أَنَا أَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- فَلْيَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: «هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ- فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
» وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ وَ بِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا إِلَى قَوْلِهِ كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكافِرِينَ فَقَدْ سَمَّى اللَّهُ الْكَافِرِينَ مُشْرِكِينَ بِأَنْ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ- وَ قَدْ أَرْسَلَ اللَّهُ رُسُلَهُ بِالْكِتَابِ وَ بِتَأْوِيلِهِ- فَمَنْ كَذَّبَ بِالْكِتَابِ أَوْ كَذَّبَ بِمَا أَرْسَلَ بِهِ رُسُلَهُ- مِنْ تَأْوِيلِ الْكِتَابِ فَهُوَ مُشْرِكٌ كَافِرٌ
، قال علي بن إبراهيم في قوله ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ- وَ بِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ يعني من الفرح الظاهر،
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ ضُرَيْسٍ الْكِنَانِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا حَالُ الْمُوَحِّدِينَ الْمُقِرِّينَ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ ص مِنَ الْمُسْلِمِينَ الْمُذْنِبِينَ- الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَ لَيْسَ لَهُمْ إِمَامٌ- وَ لَا يَعْرِفُونَ وَلَايَتَكُمْ فَقَالَ: أَمَّا هَؤُلَاءِ فَإِنَّهُمْ فِي حُفَرِهِمْ لَا يَخْرُجُونَ مِنْهَا- فَمَنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ وَ لَمْ يَظْهَرْ مِنْهُ عَدَاوَةٌ- فَإِنَّهُ يُخَدُّ لَهُ خَدّاً إِلَى الْجَنَّةِ الَّتِي خَلَقَهَا اللَّهُ بِالْمَغْرِبِ فَيَدْخُلُ عَلَيْهِ الرَّوْحُ فِي حُفْرَتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ فَيُحَاسِبَهُ بِحَسَنَاتِهِ وَ سَيِّئَاتِهِ- فَإِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَ إِمَّا إِلَى النَّارِ فَهَؤُلَاءِ الْمَوْقُوفُونَ لِأَمْرِ اللَّهِ- قَالَ: وَ كَذَلِكَ يَفْعَلُ بِالْمُسْتَضْعَفِينَ وَ الْبُلْهِ وَ الْأَطْفَالِ- وَ أَوْلَادِ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ، وَ أَمَّا النُّصَّابُ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ- فَإِنَّهُمْ يُخَدُّ لَهُمْ خَدّاً إِلَى النَّارِ الَّتِي خَلَقَهَا اللَّهُ فِي الْمَشْرِقِ- فَيَدْخُلُ