و قوله: إِنَّا
أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ يقول إن الله اصطفاهم
بذكر الآخرة- و اختصهم بها-.
قال علي بن إبراهيم ثم
ذكر الله المتقين و ما لهم عند الله فقال: هذا ذِكْرٌ وَ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ
لَحُسْنَ مَآبٍ إلى قوله قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ يعني الحور
العين يقصر الطرف عنها و البصر من صفائها- مع ما حكى الله من قول أهل الجنة إِنَّ هذا
لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ أي لا ينفد و لا يفنى هذا وَ إِنَّ
لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ- هذا
فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَ غَسَّاقٌ قال الغساق واد في جهنم فيه ثلاثمائة و ثلاثون
قصرا- في كل قصر ثلاثمائة بيت- في كل بيت أربعون زاوية- في كل زاوية شجاع[1] في كل شجاع
ثلاثمائة و ثلاثون عقربا- في جمجمة كل عقرب ثلاثمائة و ثلاثون قلة من سم- لو أن
عقربا منها نضحت سمها على أهل جهنم لوسعتهم بسمها هذا وَ إِنَّ
لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ و هم زريق و حبتر و بنو أمية ثم ذكر من كان من
بعدهم ممن غصب آل محمد حقهم فقال: وَ آخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ هذا فَوْجٌ
مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ و هم بنو السباع[2]
و يقولون بنو أمية لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ