responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القمي نویسنده : القمي، علي بن ابراهيم    جلد : 2  صفحه : 241

مَعِي- وَ مَا عَرَضَ لِي أَمْرَانِ كِلَاهُمَا طَاعَةٌ لِلَّهِ- إِلَّا أَخَذْتُ بِأَشَدِّهِمَا عَلَى بَدَنِي- فَقَالَ الشَّابُّ سَوْأَةً لَكُمْ عَمَدْتُمْ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ- فَعَيَّرْتُمُوهُ حَتَّى أَظْهَرَ مِنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ مَا كَانَ يَسْتُرُهَا، فَقَالَ أَيُّوبُ: يَا رَبِّ لَوْ جَلَسْتُ مَجْلِسَ الْحَكَمِ مِنْكَ- لَأَدْلَيْتُ بِحُجَّتِي فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ غَمَامَةً فَقَالَ: [يَا] أَيُّوبُ أَدْلِنِي بِحُجَّتِكَ فَقَدْ أَقْعَدْتُكَ مَقْعَدَ الْحَكَمِ- وَ هَا أَنَا ذَا قَرِيبٌ وَ لَمْ أَزَلْ- فَقَالَ يَا رَبِّ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَعْرِضْ لِي أَمْرَانِ قَطُّ- كِلَاهُمَا لَكَ طَاعَةٌ إِلَّا أَخَذْتُ بِأَشَدِّهِمَا عَلَى نَفْسِي- أَ لَمْ أَحْمَدْكَ أَ لَمْ أَشْكُرْكَ أَ لَمْ أُسَبِّحْكَ قَالَ فَنُودِيَ مِنَ الْغَمَامَةِ بِعَشَرَةِ أَلْفِ لِسَانٍ- يَا أَيُّوبُ مَنْ صَيَّرَكَ تَعْبُدُ اللَّهَ وَ النَّاسُ عَنْهُ غَافِلُونَ- وَ تَحْمَدُهُ وَ تُسَبِّحُهُ وَ تُكَبِّرُهُ وَ النَّاسُ عَنْهُ غَافِلُونَ- أَ تَمُنُّ عَلَى اللَّهِ بِمَا لِلَّهِ فِيهِ الْمِنَّةُ عَلَيْكَ قَالَ:

فَأَخَذَ أَيُّوبُ التُّرَابَ فَوَضَعَهُ فِي فِيهِ- ثُمَّ قَالَ لَكَ الْعُتْبَى يَا رَبِّ أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ بِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَلَكاً فَرَكَضَ بِرِجْلِهِ- فَخَرَجَ الْمَاءُ فَغَسَلَهُ بِذَلِكَ الْمَاءِ- فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ وَ أَطْرَأَ وَ أَنْبَتَ اللَّهُ عَلَيْهِ رَوْضَةً خَضْرَاءَ- وَ رَدَّ عَلَيْهِ أَهْلَهُ وَ مَالَهُ وَ وَلَدَهُ وَ زَرْعَهُ- وَ قَعَدَ مَعَهُ الْمَلَكُ يُحَدِّثُهُ وَ يُؤْنِسُهُ.

فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ مَعَهَا الْكِسَرُ، فَلَمَّا انْتَهَتْ إِلَى الْمَوْضِعِ إِذِ الْمَوْضِعُ مُتَغَيِّرٌ وَ إِذَا رَجُلَانِ جَالِسَانِ فَبَكَتْ وَ صَاحَتْ- وَ قَالَتْ يَا أَيُّوبُ مَا دَهَاكَ فَنَادَاهَا أَيُّوبُ، فَأَقْبَلَتْ- فَلَمَّا رَأَتْهُ وَ قَدْ رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بَدَنَهُ وَ نِعْمَتَهُ- سَجَدَتْ لِلَّهِ شُكْراً فَرَأَى ذُوَابَتَهَا مَقْطُوعَةً- وَ ذَلِكَ أَنَّهَا سَأَلَتْ قَوْماً- أَنْ يُعْطُوهَا مَا تَحْمِلُهُ إِلَى أَيُّوبَ مِنَ الطَّعَامِ- وَ كَانَتْ حَسَنَةَ الذَّوَائِبِ- فَقَالُوا لَهَا تَبِيعِينَا ذَوَائِبَكِ هَذِهِ حَتَّى نُعْطِيَكِ- فَقَطَعَتْهَا وَ دَفَعَتْهَا إِلَيْهِمْ وَ أَخَذَتْ مِنْهُمْ طَعَاماً لِأَيُّوبَ، فَلَمَّا رَآهَا مَقْطُوعَةَ الشَّعْرِ- غَضِبَ وَ حَلَفَ عَلَيْهَا أَنْ يَضْرِبَهَا مِائَةَ سَوْطٍ- فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّهُ كَانَ سَبَبُهُ كَيْتَ وَ كَيْتَ فَاغْتَمَّ أَيُّوبُ مِنْ ذَلِكَ- فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ‌ وَ خُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَ لا تَحْنَثْ‌ فَأَخَذَ مِائَةَ شِمْرَاخٍ فَضَرَبَهَا ضَرْبَةً وَاحِدَةً فَخَرَجَ مِنْ يَمِينِهِ ثُمَّ قَالَ: وَ وَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا- وَ ذِكْرى‌ لِأُولِي الْأَلْبابِ‌

نام کتاب : تفسير القمي نویسنده : القمي، علي بن ابراهيم    جلد : 2  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست