عز و جل لوطا فقال: وَ إِنَّ لُوطاً لَمِنَ
الْمُرْسَلِينَ و قد ذكرنا خبره ثم ذكر يونس فقال: وَ إِنَّ يُونُسَ
لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ يعني هرب إِلَى الْفُلْكِ
الْمَشْحُونِ فَساهَمَ أي ألقى السهام فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ أي من
المغوصين فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَ هُوَ مُلِيمٌ و قد كتبنا خبره في
سورة يونس وَ أَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ قال الدباء[1] ثم خاطب
الله نبيه فقال فَاسْتَفْتِهِمْ أَ لِرَبِّكَ الْبَناتُ وَ لَهُمُ
الْبَنُونَ قال قالت قريش إن الملائكة هم بنات الله- فرد الله عليهم
فَاسْتَفْتِهِمْ الآية إلى قوله سُلْطانٌ مُبِينٌ أي حجة قوية على ما
يزعمون- و قوله تعالى: وَ جَعَلُوا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً يعني أنهم
قالوا إن الجن بنات الله فقال: وَ لَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ
لَمُحْضَرُونَ يعني أنهم في النار
و قوله: فَإِذا
نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ يعني العذاب إذا نزل
ببني أمية و أشياعهم في آخر الزمان و قوله: وَ تَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ وَ
أَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ فذلك إذا أتاهم العذاب- أبصروا حين لا ينفعهم
النظر- فهذه في أهل الشبهات و الضلالات من أهل القبلة،