يعني في الدنيا فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَ لا
يَرْجِعُونَ
و قوله وَ مَنْ
نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَ فَلا يَعْقِلُونَ فإنه رد على الزنادقة
الذين يبطلون التوحيد و يقولون إن الرجل إذا نكح المرأة- و صارت النطفة في رحمها
تلقته الأشكال من الغذاء- و دار عليه الفلك و مر عليه الليل و النهار- فيولد
الإنسان بالطبائع من الغذاء- و مرور الليل و النهار- فنقض الله عليهم قولهم في حرف
واحد- فقال: وَ مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَ فَلا
يَعْقِلُونَ قال لو كان هذا كما يقولون- لكان ينبغي أن يزيد الإنسان
أبدا- ما دامت الأشكال قائمة- و الليل و النهار قائمين و الفلك يدور فكيف صار يرجع
إلى النقصان- كلما ازداد في الكبر إلى حد الطفولية- و نقصان السمع و البصر و القوة
و العلم و المنطق حتى ينتكس- و لكن ذلك من خلق العزيز العليم و تقديره-.
و قوله: وَ ما
عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَ ما يَنْبَغِي لَهُ قال: كانت قريش تقول إن
هذا الذي يقول محمد شعر- فرد الله عليهم فقال وَ ما عَلَّمْناهُ
الشِّعْرَ وَ ما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَ قُرْآنٌ مُبِينٌ و لم يقل رسول
الله ص شعرا قط
و قوله:
لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ
حَيًّا يعني مؤمنا حي القلب- و قوله: وَ يَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ يعني العذاب
و قوله: أَ وَ لَمْ
يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً أي خلقناها
بقوتنا
و قوله وَ
ذَلَّلْناها لَهُمْ يعني الإبل مع قوتها و عظمها يسوقها الطفل
و قوله وَ لَهُمْ
فِيها مَنافِعُ وَ مَشارِبُ أَ فَلا يَشْكُرُونَ يعني ما يكسبون بها و
ما يركبونها- و قوله وَ مَشارِبُ يعني ألبانها