قال علي بن إبراهيم ثم
ذكر النفخة الثانية فقال إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً- فَإِذا
هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ و قوله إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ
فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ قال في افتضاض العذارى فاكهون، قال يفاكهون النساء و
يلاعبونهن
، و قال علي بن إبراهيم
في قوله سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ قال السلام منه تعالى
هو الأمان
و قوله وَ امْتازُوا
الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ قال إذا جمع الله الخلق يوم القيامة بقوا قياما
على أقدامهم حتى يلجمهم العرق- فينادوا يا رب حاسبنا و لو إلى النار فيبعث الله
رياحا فتضرب بينهم و ينادي مناد وَ امْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا
الْمُجْرِمُونَ فيميز بينهم فصار المجرمون إلى النار و من كان في قلبه إيمان
صار إلى الجنة
و قوله وَ لَقَدْ
أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً يعني خلقا كثيرا قد هلك
و قوله: الْيَوْمَ
نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ إلى قوله بِما كانُوا
يَكْسِبُونَ قال: إذا جمع الله الخلق يوم القيامة دفع إلى كل إنسان كتابه
فينظرون فيه- فينكرون أنهم عملوا من ذلك شيئا- فتشهد عليهم الملائكة- فيقولون يا
رب ملائكتك يشهدون لك- ثم يحلفون أنهم لم يعملوا من ذلك شيئا- و هو قوله «يَوْمَ
يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً- فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ» فإذا فعلوا
ذلك ختم الله على ألسنتهم و تنطق جوارحهم بِما كانُوا يَكْسِبُونَ
و قوله وَ لَوْ
نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ- فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى
يُبْصِرُونَ يقول كيف يبصرون وَ لَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى
مَكانَتِهِمْ