تَسْبِيحَةٍ وَاحِدَةٍ- وَ جَعَلَ لَهُمُ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ- وَ جَوْدَةَ الْعَقْلِ وَ سُرْعَةَ الْفَهْمِ
، وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي خِلْقَةِ الْمَلَائِكَةِ.
«وَ مَلَائِكَةٌ خَلَقْتَهُمْ وَ أَسْكَنْتَهُمْ سَمَاوَاتِكَ- فَلَيْسَ فِيهِمْ فَتْرَةٌ وَ لَا عِنْدَهُمْ غَفْلَةٌ وَ لَا فِيهِمْ مَعْصِيَةٌ، هُمْ أَعْلَمُ خَلْقِكَ بِكَ، وَ أَخْوَفُ خَلْقِكَ مِنْكَ، وَ أَقْرَبُ خَلْقِكَ إِلَيْكَ وَ أَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِكَ، لَا يَغْشَاهُمْ نَوْمُ الْعُيُونِ وَ لَا سَهْوُ الْعُقُولِ- وَ لَا فَتْرَةُ الْأَبْدَانِ، لَمْ يَسْكُنُوا الْأَصْلَابَ وَ لَمْ تَتَضَمَّنْهُمُ الْأَرْحَامُ- وَ لَمْ تَخْلُقْهُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ، أَنْشَأْتَهُمْ إِنْشَاءً فَأَسْكَنْتَهُمْ سَمَاوَاتِكَ وَ أَكْرَمْتَهُمْ بِجِوَارِكَ- وَ ائْتَمَنْتَهُمْ عَلَى وَحْيِكَ وَ جَنَّبْتَهُمُ الْآفَاتِ وَ وَقَيْتَهُمُ الْبَلِيَّاتِ وَ طَهَّرْتَهُمْ مِنَ الذُّنُوبِ- وَ لَوْ لَا قُوَّتُكَ لَمْ يَقْوَوْا- وَ لَوْ لَا تَثْبِيتُكَ لَمْ يَثْبُتُوا وَ لَوْ لَا رَحْمَتُكَ لَمْ يُطِيعُوا- وَ لَوْ لَا أَنْتَ لَمْ يَكُونُوا، أَمَا إِنَّهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ مِنْكَ وَ طَوَاعِيَتِهِمْ[1] إِيَّاكَ- وَ مَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَكَ وَ قِلَّةِ غَفْلَتِهِمْ عَنْ أَمْرِكَ- لَوْ عَايَنُوا مَا خَفِيَ عَنْهُمْ مِنْكَ- لَاحْتَقَرُوا أَعْمَالَهُمْ وَ لَآزَرُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ- وَ لَعَلِمُوا أَنَّهُمْ لَمْ يَعْبُدُوكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ سُبْحَانَكَ خَالِقاً وَ مَعْبُوداً مَا أَحْسَنَ بَلَاءَكَ عِنْدَ خَلْقِكَ
» أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْكُوفِيِّينَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ: ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها قَالَ: وَ الْمُتْعَةُ مِنْ ذَلِكَ
، وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ حَسَّانَ عَنْ هَاشِمِ بْنِ عَمَّارٍ يَرْفَعُهُ فِي قَوْلِهِ: أَ فَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً- فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ- فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ قَالَ: نَزَلَتْ فِي زُرَيْقٍ وَ حَبْتَرٍ.
قال علي بن إبراهيم: ثم احتج عز و جل على الزنادقة و الدهرية فقال:
اللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً- فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ و هو الذي لا نبات
[1]. طَوَاعِيَةٌ اسْمُ مُصْدِرِ طَاعَ.