و قوله وَ لا تَمْشِ
فِي الْأَرْضِ مَرَحاً أي بطرا أو فرحا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ أي لم تبلغها
كلها وَ لَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولًا أي لا تقدر أن تبلغ قلل
الجبال
و قوله: ذلِكَ مِمَّا
أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ يعني القرآن و ما فيه من الأنباء- ثم
قال: وَ لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ- فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ
مَلُوماً مَدْحُوراً فالمخاطبة للنبي و المعنى للناس
و قوله أَ
فَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَ اتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً هو رد على قريش
فيما قالوا- إن الملائكة هن بنات الله
و قوله وَ ما
يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً قال إذا سمعوا القرآن ينفروا عنه و يكذبوه- ثم
احتج عز و جل على الكفار الذين يعبدون الأوثان- فقال قُلْ لهم يا محمد لَوْ كانَ
مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ- إِذاً لَابْتَغَوْا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا قال لو كانت
الأصنام آلهة- كما يزعمون لصعدوا إلى العرش ثم قال الله لذلك سُبْحانَهُ
وَ تَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً
و قوله: وَ إِنْ مِنْ
شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ فحركة كل شيء تسبيح الله عز و جل
و قوله: وَ إِذا
قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ
بِالْآخِرَةِ- حِجاباً مَسْتُوراً يعني يحجب الله عنك الشياطين وَ جَعَلْنا
عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أي غشاوة أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ
وَقْراً أي صمما- و قوله:
و قوله: نَحْنُ
أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ- إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَ إِذْ هُمْ
نَجْوى يعني إذ هم في السر يقولون هو ساحر- و هو قوله: إِذْ يَقُولُ
الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً ثم حكى لرسول الله ص
قول الدهرية فقال وَ قالُوا أَ إِذا كُنَّا عِظاماً وَ رُفاتاً- أَ إِنَّا
لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً ثم قال: