حُبَّنَا فَلْيَمْتَحِنْ قَلْبَهُ- فَإِنْ شَارَكَهُ فِي حُبِّنَا حُبُّ عَدُوِّنَا- فَلَيْسَ مِنَّا وَ لَسْنَا مِنْهُ وَ اللَّهُ عَدُوُّهُمْ وَ جَبْرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ اللَّهُ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ.
و قال علي بن إبراهيم في قوله وَ ما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ
قَالَ: فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ جَمِيلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ كَانَ سَبَبُ نُزُولِ ذَلِكَ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص لَمَّا تَزَوَّجَ بِخَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ خَرَجَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ فِي تِجَارَةٍ لَهَا- وَ رَأَى زَيْداً يُبَاعُ- وَ رَآهُ غُلَاماً كَيِّساً حَصِيفاً[1] فَاشْتَرَاهُ- فَلَمَّا نبأ [نُبِّئَ] رَسُولُ اللَّهِ ص دَعَاهُ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمَ- وَ كَانَ يُدْعَى زَيْدٌ مَوْلَى مُحَمَّدٍ ص فَلَمَّا بَلَغَ حَارِثَةَ بْنَ شَرَاحَبِيلَ الْكَلْبِيَّ خَبَرُ وَلَدِهِ زَيْدٍ قَدِمَ مَكَّةَ وَ كَانَ رَجُلًا جَلِيلًا، فَأَتَى أَبَا طَالِبٍ فَقَالَ يَا أَبَا طَالِبٍ إِنَّ ابْنِي وَقَعَ عَلَيْهِ السَّبْيُ- وَ بَلَغَنِي أَنَّهُ صَارَ إِلَى ابْنِ أَخِيكَ- فَسَلْهُ إِمَّا أَنْ يَبِيعَهُ وَ إِمَّا أَنْ يُفَادِيَهُ وَ إِمَّا أَنْ يُعْتِقَهُ، فَكَلَّمَ أَبُو طَالِبٍ رَسُولَ اللَّهِ ص فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص هُوَ حُرٌّ فَلْيَذْهَبْ كَيْفَ يَشَاءُ، فَقَامَ حَارِثَةُ فَأَخَذَ بِيَدِ زَيْدٍ فَقَالَ لَهُ يَا بُنَيَّ الْحَقْ بِشَرَفِكَ وَ حَسَبِكَ، فَقَالَ زَيْدٌ لَسْتُ أُفَارِقُ رَسُولَ اللَّهِ ص أَبَداً، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ فَتَدَعُ حَسَبَكَ وَ نَسَبَكَ- وَ تَكُونُ عَبْداً لِقُرَيْشٍ فَقَالَ زَيْدٌ لَسْتُ أُفَارِقُ رَسُولَ اللَّهِ ص مَا دُمْتُ حَيّاً، فَغَضِبَ أَبُوهُ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ بَرِئْتُ مِنْهُ وَ لَيْسَ هُوَ ابْنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص اشْهَدُوا أَنَّ زَيْداً ابْنِي أَرِثُهُ وَ يَرِثُنِي، فَكَانَ يُدْعَى زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص يُحِبُّهُ وَ سَمَّاهُ زَيْدَ الْحُبِّ.
فَلَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَى الْمَدِينَةِ زَوَّجَهُ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ وَ أَبْطَأَ عَنْهُ يَوْماً- فَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْزِلَهُ يَسْأَلُ عَنْهُ- فَإِذَا زَيْنَبُ جَالِسَةٌ وَسْطَ حُجْرَتِهَا تَسْحَقُ طِيباً بِفِهْرٍ[2] فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَ كَانَتْ جَمِيلَةً حَسَنَةً- فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ خَالِقِ النُّورِ
[1]. أَيْ جَيِّدَ الرَّأْيِ مُحْكَمَ الْعَقْلِ.
[2]. حَجَرٌ تُسْحَقُ بِهِ الْأَدْوِيَةُ ج. ز