responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القمي نویسنده : القمي، علي بن ابراهيم    جلد : 2  صفحه : 163

اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَمَرَ طَوَائِفَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ- حِينَ انْتَصَفَ النَّهَارُ وَ هَدَأَتِ الْعُيُونُ بِالْقَائِلَةِ- فَنَادَوْا لُقْمَانَ حَيْثُ يَسْمَعُ وَ لَا يَرَاهُمْ- فَقَالُوا: يَا لُقْمَانُ هَلْ لَكَ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ- تَحْكُمُ بَيْنَ النَّاسِ فَقَالَ لُقْمَانُ: إِنْ أَمَرَنِيَ اللَّهُ بِذَلِكَ فَالسَّمْعَ وَ الطَّاعَةَ- لِأَنَّهُ إِنْ فَعَلَ بِي ذَلِكَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ وَ عَلَّمَنِي وَ عَصَمَنِي- وَ إِنْ هُوَ خَيَّرَنِي قَبِلْتُ الْعَافِيَةَ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا لُقْمَانُ لِمَ قُلْتَ ذَلِكَ قَالَ: لِأَنَّ الْحُكْمَ بَيْنَ النَّاسِ مِنْ أَشَدِّ الْمَنَازِلِ مِنَ الدِّينِ- وَ أَكْثَرُهَا فِتَناً وَ بَلَاءً مَا يُخْذَلُ- وَ لَا يُعَانُ وَ يَغْشَاهُ الظُّلَمُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ- وَ صَاحِبُهُ فِيهِ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِنْ أَصَابَ فِيهِ الْحَقَّ فَبِالْحَرِيِّ أَنْ يَسْلَمَ- وَ إِنْ أَخْطَأَ أَخْطَأَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ وَ مَنْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا ذَلِيلًا وَ ضَعِيفاً- كَانَ أَهْوَنَ عَلَيْهِ فِي الْمَعَادِ- أَنْ يَكُونَ فِيهِ حَكَماً سَرِيّاً شَرِيفاً- وَ مَنِ اخْتَارَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ- يَخْسَرُهُمَا كِلْتَيْهِمَا تَزُولُ هَذِهِ وَ لَا تُدْرَكُ تِلْكَ، قَالَ فَتَعَجَّبَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ حِكْمَتِهِ- وَ اسْتَحْسَنَ الرَّحْمَنُ مَنْطِقَهُ، فَلَمَّا أَمْسَى وَ أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ- أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِكْمَةَ- فَغَشَّاهُ بِهَا مِنْ قَرْنِهِ إِلَى قَدَمِهِ وَ هُوَ نَائِمٌ وَ غَطَّاهُ بِالْحِكْمَةِ غِطَاءً فَاسْتَيْقَظَ- وَ هُوَ أَحْكَمُ النَّاسِ فِي زَمَانِهِ، وَ خَرَجَ عَلَى النَّاسِ يَنْطِقُ بِالْحِكْمَةِ وَ يُثْبِتُهَا فِيهَا.

قَالَ: فَلَمَّا أُوتِيَ الْحُكْمَ بِالْخِلَافَةِ- وَ لَمْ يَقْبَلْهَا أَمَرَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ- فَنَادَتْ دَاوُدَ بِالْخِلَافَةِ فَقَبِلَهَا- وَ لَمْ يَشْتَرِطْ فِيهَا بِشَرْطِ لُقْمَانَ فَأَعْطَاهُ اللَّهُ الْخِلَافَةَ فِي الْأَرْضِ- وَ ابْتُلِيَ فِيهَا غَيْرَ مَرَّةٍ- وَ كُلَّ ذَلِكَ يَهْوِي فِي الْخَطَإِ يَقْبَلُهُ اللَّهُ وَ يَغْفِرُ لَهُ، وَ كَانَ لُقْمَانُ يُكْثِرُ زِيَارَةَ دَاوُدَ ع وَ يَعِظُهُ بِمَوَاعِظِهِ وَ حِكْمَتِهِ وَ فَضْلِ عِلْمِهِ- وَ كَانَ دَاوُدُ يَقُولُ لَهُ: طُوبَى لَكَ يَا لُقْمَانُ أُوتِيتَ الْحِكْمَةَ- وَ صُرِفَتْ عَنْكَ الْبَلِيَّةُ- وَ أُعْطِيَ دَاوُدُ الْخِلَافَةَ وَ ابْتُلِيَ بِالْحُكْمِ وَ الْفِتْنَةِ.

ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع: وَ إِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَ هُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ- لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ‌ قَالَ فَوَعَظَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ بِآثَارٍ حَتَّى تَفَطَّرَ وَ انْشَقَّ- وَ كَانَ فِيمَا وَعَظَهُ بِهِ يَا حَمَّادُ! أَنْ قَالَ: يَا بُنَيَّ- إِنَّكَ مُنْذُ سَقَطْتَ إِلَى الدُّنْيَا- اسْتَدْبَرْتَهَا

نام کتاب : تفسير القمي نویسنده : القمي، علي بن ابراهيم    جلد : 2  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست