قال: صاغرين- و أما قوله: أَتْقَنَ كُلَّ
شَيْءٍ يقول أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ.
28 سورة القصص مكية
آياتها ثمان و ثمانون 88
بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ ثم خاطب الله
نبيه ص فقال: نَتْلُوا عَلَيْكَ يا محمد مِنْ نَبَإِ مُوسى
وَ فِرْعَوْنَ إلى قوله إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ فأخبر الله
نبيه بما لقي موسى و أصحابه- من فرعون من القتل و الظلم ليكون تعزية له- فيما
يصيبه في أهل بيته من أمته- ثم بشره بعد تعزيته أنه يتفضل عليهم بعد ذلك- و يجعلهم
خلفاء في الأرض و أئمة على أمته- و يردهم إلى الدنيا مع أعدائهم حتى ينتصفوا منهم-
فقال: وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ-
وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ- وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي
الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما و هم الذين غصبوا آل
محمد حقهم- و قوله مِنْهُمْ أي من آل محمد ما كانُوا
يَحْذَرُونَ أي من القتل و العذاب- و لو كانت هذه الآية نزلت في موسى و
فرعون لقال- و نري فرعون و هامان و جنودهما منه- ما كانوا يحذرون- أي من موسى و لم
يقل منهم- فلما تقدم قوله «وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ
اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ- وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ
الْوارِثِينَ» علمنا أن المخاطبة للنبي ص و ما وعد الله به رسوله فإنما
يكون بعده و الأئمة يكونون من ولده- و إنما ضرب الله هذا المثل لهم في موسى و بني
إسرائيل و في أعدائهم بفرعون و هامان و جنودهما- فقال: إن فرعون قتل بني إسرائيل و
ظلم من ظلمهم- فأظفر الله موسى بفرعون و أصحابه حتى أهلكهم الله- و كذلك أهل بيت
رسول الله ص أصابهم من أعدائهم القتل و الغصب- ثم يردهم الله و يرد أعداءهم إلى
الدنيا حتى يقتلوهم.