قال يوم حر و سمائم
[1]
و قوله: وَ إِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ- نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ يعني القرآن
وَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ حَسَّانَ [حَنَانٍ] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ: وَ إِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ- نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ- لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ قَالَ: الْوَلَايَةُ نَزَلَتْ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع يَوْمَ الْغَدِيرِ
و قوله: وَ لَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ
قَالَ الصَّادِقُ ع لَوْ أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى الْعَجَمِ مَا آمَنَتْ بِهِ الْعَرَبُ وَ قَدْ نَزَلَ عَلَى الْعَرَبِ فَآمَنَتْ بِهِ الْعَجَمُ فَهَذِهِ فَضِيلَةُ الْعَجَمِ
و قَوْلُهُ وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ قَالَ نَزَلَتْ وَ «رَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ».
قَالَ نَزَلَتْ بِمَكَّةَ فَجَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ ص بَنِي هَاشِمٍ وَ هُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَأْكُلُ الْجَذَعَ[2] وَ يَشْرَبُ الْقِرْبَةَ- فَاتَّخَذَ لَهُمْ طَعَاماً يَسِيراً- وَ أَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: مَنْ يَكُونُ وَصِيِّي وَ وَزِيرِي وَ خَلِيفَتِي فَقَالَ لَهُمْ أَبُو لَهَبٍ جَزْماً سَحَرَكُمْ مُحَمَّدٌ ص فَتَفَرَّقُوا، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي- أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَفَعَلَ بِهِمْ مِثْلَ ذَلِكَ- ثُمَّ سَقَاهُمُ اللَّبَنَ حَتَّى رَوُوا- فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص: أَيُّكُمْ يَكُونُ وَصِيِّي وَ وَزِيرِي وَ خَلِيفَتِي فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ جَزْماً سَحَرَكُمْ مُحَمَّدٌ فَتَفَرَّقُوا، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ- أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَفَعَلَ لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ- ثُمَّ سَقَاهُمُ اللَّبَنَ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص: أَيُّكُمْ يَكُونُ وَصِيِّي وَ وَزِيرِي وَ يُنْجِزُ عِدَاتِي وَ يَقْضِي دَيْنِي فَقَامَ عَلِيٌّ ع وَ كَانَ أَصْغَرَهُمْ سِنّاً وَ أَحْمَشَهُمْ[3] سَاقاً- وَ أَقَلَّهُمْ مَالًا- فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: أَنْتَ هُوَ.
[1]. جمع سموم أي ريح حارة.
[2]. جَذَعٌ كَفَرَسٍ: مِنَ الضَّأْنِ مَا لَهُ سَنَةٌ تَامَّةٌ وَ مِنَ الْإِبِلِ مَا دَخَلَ فِي الْخَامِسَةِ. مجمع
[3]. يُقَالُ« رِجَالٌ حِمَاشُ السُّوقِ» أَيْ دَقِيقَتُهَا. ج. ز