«وَ عاداً وَ ثَمُودَ وَ أَصْحابَ الرَّسِ» فَهُنَّ الرَّسِّيَّاتُ
و قوله وَ كُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ «وَ كُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً» يَعْنِي كَسَّرْنَا تَكْسِيراً، قَالَ هِيَ لَفْظَةٌ بِالنَّبَطِيَّةِ [بِالْقِبْطِيَّةِ]
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ وَ أَمَّا الْقَرْيَةُ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ فَهِيَ سَدُومُ قَرْيَةُ قَوْمِ لُوطٍ أَمْطَرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ يَقُولُ مِنْ طِينٍ.
و قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ أَ رَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ قَالَ نَزَلَتْ فِي قُرَيْشٍ، وَ ذَلِكَ أَنَّهُ ضَاقَ عَلَيْهِمُ الْمَعَاشُ- فَخَرَجُوا مِنْ مَكَّةَ وَ تَفَرَّقُوا- فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا رَأَى شَجَرَةً [صَخْرَةً] حَسَنَةً أَوْ حَجَراً حَسَناً- هَوَاهُ فَعَبَدَهُ وَ كَانُوا يَنْحِرُونَ لَهَا النَّعَمَ وَ يُلَطِّخُونَهَا بِالدَّمِ وَ يُسَمُّونَهَا سَعْدَ صَخْرَةٍ وَ كَانَ إِذَا أَصَابَهُمْ دَاءٌ فِي إِبِلِهِمْ وَ أَغْنَامِهِمْ جَاءُوا إِلَى الصَّخْرَةِ- فَيَتَمَسَّحُونَ بِهَا الْغَنَمَ وَ الْإِبِلَ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ بِإِبِلٍ لَهُ- يُرِيدُ أَنْ يَتَمَسَّحَ بِالصَّخْرَةِ لِإِبِلِهِ وَ يُبَارِكَ عَلَيْهَا- فَنَفَرَتْ إِبِلُهُ وَ تَفَرَّقَتْ فَقَالَ الرَّجُلُ شِعْراً:
أَتَيْتُ إِلَى سَعْدٍ لِيَجْمَعَ شَمْلَنَا
فَشَتَّتَنَا سَعْدٌ فَمَا نَحْنُ مِنْ سَعْدٍ
وَ مَا سَعْدٌ إِلَّا صَخْرَةٌ مَسْتَوِيَةٌ
مِنَ الْأَرْضِ لَا تَهْدِي لِغَيٍّ وَ لَا رُشْدٍ
.
وَ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ وَ الثَّعْلَبُ يَبُولُ عَلَيْهِ فَقَالَ شِعْراً:
وَ رَبٌّ يَبُولُ الثَّعْلَبَانِ بِرَأْسِهِ
لَقَدْ ذَلَّ مَنْ بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ
و أما قوله وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً- فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَ كانَ رَبُّكَ قَدِيراً
فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ «وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً- فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً» قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ مِنَ الْمَاءِ الْعَذْبِ- وَ خَلَقَ زَوْجَتَهُ