قال علي بن إبراهيم ثم
ذكر الدهرية و ما أعده لهم فقال بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَ أَعْتَدْنا
لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً- إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ قال من مسيرة
سنة
سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَ زَفِيراً وَ إِذا أُلْقُوا مِنْها أي فيها مَكاناً
ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ قال مقيدين بعضهم مع بعض دَعَوْا هُنالِكَ
ثُبُوراً.
ثم ذكر عز و جل احتجاجه
على الملحدين و عبدة الأصنام و النيران يوم القيامة و عبدة الشمس و القمر و
الكواكب و غيرهم- فقال وَ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَ ما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ
اللَّهِ- فَيَقُولُ الله لمن عبدوهم أَ أَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبادِي
هؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ- قالُوا سُبْحانَكَ- ما كانَ يَنْبَغِي لَنا
أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِياءَ إلى قوله قَوْماً
بُوراً أي قوم سوء، ثم يقول عز و جل للناس الذين عبدوهم فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ
بِما تَقُولُونَ- فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَ لا نَصْراً و قوله وَ
يَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً أي قدرا مقدورا-.
و أما قوله وَ قَدِمْنا
إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ- فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً