عز و جل أيضا فقال وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا يعني القرآن إِلَّا
إِفْكٌ افْتَراهُ وَ أَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ قالوا إن هذا الذي
يقرؤه محمد و يخبرنا به إنما يتعلمه من اليهود و يكتبه من علماء النصارى و يكتب عن
رجل يقال له ابن قبيطة و ينقله عنه بالغداة و العشي- فحكى الله قولهم و رد عليهم
فقال وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ إلى قوله بُكْرَةً وَ
أَصِيلًا فرد الله عليهم و قال قُلْ لهم يا محمد أَنْزَلَهُ الَّذِي
يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ- إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً
«وَ أَعانَهُ عَلَيْهِ
قَوْمٌ آخَرُونَ» يعنون أبا فكيهة و حبرا و عداسا و عابسا مولى حويطب و قوله أَساطِيرُ
الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فهو قول النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة قال
أساطير الأولين اكتتبها محمد فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا.
قال علي بن إبراهيم ثم
حكى الله قولهم أيضا فقال وَ قالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ
الطَّعامَ- وَ يَمْشِي فِي الْأَسْواقِ- لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ
فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً- أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ
جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها فرد الله عز و جل عليهم فقال وَ ما أَرْسَلْنا
قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إلى قوله وَ جَعَلْنا
بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أي اختبارا- فعير رسول الله ص بالفقر فقال الله
تعالى تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ- وَ يَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً