أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ
الرِّجالِ فهو الشيخ الكبير الفاني الذي لا حاجة له في النساء و الطفل الذي لم يظهر
على عورات النساء- و أما قوله: وَ لا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ
ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَ يقول و لا تضرب إحدى رجليها بالأخرى- ليقرع
الخلخال بالخلخال- و أما قوله: وَ أَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ- وَ
الصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَ إِمائِكُمْ- إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ
اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فكانوا في الجاهلية لا ينكحون الأيامى- فأمر الله المسلمين
أن ينكحوا الأيامى، و قال علي بن إبراهيم: الأيم التي ليس لها زوج
و أما قوله: وَ الَّذِينَ
يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ- فَكاتِبُوهُمْ إِنْ
عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً فإن العبيد و الإماء كانوا يقولون لأصحابهم
كاتبونا- و معنى ذلك أنهم يشترون أنفسهم من أصحابهم- على أنهم يؤدون ثمنهم في
نجمين[1] أو ثلاثة
أنجم فيمتنعون عليهم فقال: فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ
خَيْراً و معنى قوله: وَ آتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ الَّذِي آتاكُمْ قال إذا
كاتبتموهم تجعلوا لهم من ذلك شيئا- و قوله وَ لا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى
الْبِغاءِ- إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً قال كانت العرب و قريش يشترون الإماء- و يجعلون
عليهن الضريبة الثقيلة- و يقولون اذهبن و ازنين و اكتسبن- فنهاهم الله عز و جل عن
ذلك- فقال وَ لا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إلى قوله غَفُورٌ
رَحِيمٌ أي لا يؤاخذهن الله بذلك إذا أكرهن عليه،