هُوَ الَّذِي
يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ يعني ذكرا أو أنثى و
أسود و أبيض- و أحمر و صحيحا و سقيما، و قوله هُوَ الَّذِي
أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَ
أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فأما المحكم من القرآن فهو ما تأويله في تنزيله- مثل قوله
تعالى «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا
وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ- وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ
أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ» و مثل قوله «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ
وَ بَناتُكُمْ- وَ أَخَواتُكُمْ وَ عَمَّاتُكُمْ وَ خالاتُكُمْ» إلى آخر
الآية- و مثله كثير محكم مما تأويله في تنزيله.
و أما المتشابه- فما كان
في القرآن مما لفظه واحد و معانيه مختلفة- مما ذكرنا من الكفر الذي هو على خمسة
أوجه- و الإيمان على أربعة وجوه- و مثل الفتنة و الضلال الذي هو على وجوه- و تفسير
كل آية نذكره في موضعه إن شاء الله تعالى و أما قوله فَأَمَّا الَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ أي شك- و قوله وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ
الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ