وَ يَلْتَزِقُ بِهَا حَتَّى قَامَ وَ قَامَ حِمَارُهُ- فَقَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
و أما قوله وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى- قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي- قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ- ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً- وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّ إِبْرَاهِيمَ ع نَظَرَ إِلَى جِيفَةٍ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ- تَأْكُلُهُ سِبَاعُ الْبَرِّ وَ سِبَاعُ الْبَحْرِ- ثُمَّ تَحْمِلُ السِّبَاعُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ فَيَأْكُلُ بَعْضُهَا بَعْضاً- فَتَعَجَّبَ إِبْرَاهِيمُ ع «فَقَالَ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى ... إلخ» فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ ع الطَّاوُسَ وَ الدِّيكَ وَ الْحَمَامَ وَ الْغُرَابَ- فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ «فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ» أَيْ قَطِّعْهُنَّ- ثُمَّ اخْلِطْ لَحْمَهُنَّ وَ فَرِّقْهُنَّ عَلَى عَشَرَةِ جِبَالٍ- ثُمَّ خُذْ مَنَاقِيرَهُنَّ وَ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً، فَفَعَلَ إِبْرَاهِيمُ ذَلِكَ وَ فَرَّقَهُنَّ عَلَى عَشَرَةِ جِبَالٍ- ثُمَّ دَعَاهُنَّ فَقَالَ أَجِبْنَنِي بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى، فَكَانَتْ تَجَمَّعُ وَ يَتَأَلَّفُ لَحْمُ كُلِّ وَاحِدٍ وَ عَظْمُهُ إِلَى رَأْسِهِ- وَ طَارَتْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.
و قوله الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ- ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَ لا أَذىً الآية
فَإِنَّهُ قَالَ الصَّادِقُ ع قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ أَسْدَى إِلَى مُؤْمِنٍ مَعْرُوفاً ثُمَّ آذَاهُ بِالْكَلَامِ- أَوْ مَنَّ عَلَيْهِ فَقَدْ أَبْطَلَ اللَّهُ صَدَقَتَهُ- ثُمَّ ضَرَبَ اللَّهُ فِيهِ مَثَلًا فَقَالَ كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ- وَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ- فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً- لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا- وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ وَ قَالَ مَنْ أَكْثَرَ مَنَّهُ وَ أَذَاهُ لِمَنْ يَتَصَدَّقُ عَلَيْهِ- بَطَلَتْ صَدَقَتُهُ كَمَا يَبْطُلُ التُّرَابُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى صَفْوَانٍ
، و الصفوان الصخرة الكبيرة التي تكون على مفازة- فيجيء المطر فيغسل التراب عنها و يذهب به، فضرب الله هذا المثل لمن اصطنع معروفا- ثم أتبعه بالمن و الأذى،
وَ قَالَ الصَّادِقُ ع مَا شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ