وَ قَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ) فِي هَذِهِ الْمَفَازَةِ[1] فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنْ حِزْبِ اللَّهِ، وَ مَنْ لَمْ يَشْرَبْ مِنْهُ فَإِنَّهُ مِنْ حِزْبِ اللَّهِ إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ، فَلَمَّا وَرَدُوا النَّهَرَ- أَطْلَقَ اللَّهُ لَهُمْ أَنْ يَغْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَالَّذِينَ شَرِبُوا مِنْهُ كَانُوا سِتِّينَ أَلْفاً- وَ هَذَا امْتِحَانٌ امْتُحِنُوا بِهِ كَمَا قَالَ اللَّهُ
، وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ الْقَلِيلُ الَّذِينَ لَمْ يَشْرَبُوا وَ لَمْ يَغْتَرِفُوا- ثَلَاثُ مِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا
، فَلَمَّا جَاوَزُوا النَّهَرَ وَ نَظَرُوا إِلَى جُنُودِ جَالُوتَ قَالَ الَّذِينَ شَرِبُوا مِنْهُ لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ وَ قَالَ الَّذِينَ لَمْ يَشْرَبُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا- وَ انْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ فَجَاءَ دَاوُدُ ع حَتَّى وَقَفَ بِحِذَاءِ جَالُوتَ، وَ كَانَ جَالُوتُ عَلَى الْفِيلِ وَ عَلَى رَأْسِهِ التَّاجُ- وَ فِي جَبْهَتِهِ يَاقُوتٌ يَلْمَعُ نُورُهُ وَ جُنُودُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَخَذَ دَاوُدُ مِنْ تِلْكَ الْأَحْجَارِ حَجَراً- فَرَمَى بِهِ فِي مَيْمَنَةِ جَالُوتَ، فَمَرَّ فِي الْهَوَاءِ وَ وَقَعَ عَلَيْهِمْ فَانْهَزَمُوا وَ أَخَذَ حَجَراً آخَرَ- فَرَمَى بِهِ فِي مَيْسَرَةِ جَالُوتَ فَوَقَعَ عَلَيْهِمْ فَانْهَزَمُوا وَ رَمَى جَالُوتُ بِحَجَرٍ ثَالِثٍ فَصَكَّ الْيَاقُوتَةَ فِي جَبْهَتِهِ- وَ وَصَلَ إِلَى دِمَاغِهِ وَ وَقَعَ إِلَى الْأَرْضِ مَيِّتاً فَهُوَ قَوْلُهُ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ قَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَ الْحِكْمَةَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ- لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَ لكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ
فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ جَمِيلٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ اللَّهَ يَدْفَعُ بِمَنْ يُصَلِّي مِنْ شِيعَتِنَا عَمَّنْ لَا يُصَلِّي مِنْ شِيعَتِنَا، وَ لَوْ أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِ الصَّلَاةِ لَهَلَكُوا، وَ إِنَّ اللَّهَ يَدْفَعُ بِمَنْ يُزَكِّي مِنْ شِيعَتِنَا عَمَّنْ لَا يُزَكِّي مِنْ شِيعَتِنَا وَ لَوْ أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِ الزَّكَاةِ لَهَلَكُوا، وَ إِنَّ اللَّهَ لَيَدْفَعُ بِمَنْ
[1]. الْمَفَازَةُ كَمَغَارَةٍ الْفَلَاةُ لَا مَاءَ فِيهَا. قِيلَ إِنَّ ذَلِكَ مَأْخُوذٌ مِنْ فَوَّزَ أَيْ مَاتَ لِأَنَّ الْمَفَازَةَ مَظِنَّةٌ لِلْمَوْتِ، وَ قِيلَ سُمِّيَتْ مَفَازَةً لِأَنَّ مَنْ خَرَجَ مِنْهَا وَ قَطَعَهَا فَازَ. ج- ز