قَالَ وَ سُئِلَ الصَّادِقُ ع عَنْ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ كَيْفَ كَانَ، وَ إِنَّمَا أُنْزِلَ الْقُرْآنُ فِي طُولِ عِشْرِينَ سَنَةً فَقَالَ إِنَّهُ نَزَلَ جُمْلَةً وَاحِدَةً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، ثُمَّ نَزَلَ مِنَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ إِلَى النَّبِيِّ ص فِي طُولِ عِشْرِينَ سَنَةً
وَ قَوْلُهُ وَ عَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ قال من مرض في شهر رمضان فأفطر ثم صح- فلم يقض ما فاته حتى جاء شهر رمضان آخر- فعليه أن يقضي و يتصدق عن كل يوم بمد من الطعام
، و قوله أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ- هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ- عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ- فَتابَ عَلَيْكُمْ وَ عَفا عَنْكُمْ
فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي رَفَعَهُ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ ع كَانَ النِّكَاحُ وَ الْأَكْلُ مُحَرَّمَانِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِاللَّيْلِ بَعْدَ النَّوْمِ يَعْنِي كُلَّ مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ وَ نَامَ وَ لَمْ يُفْطِرْ- ثُمَّ انْتَبَهَ حُرِّمَ عَلَيْهِ الْإِفْطَارُ- وَ كَانَ النِّكَاحُ حَرَاماً فِي اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَ كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ص يُقَالُ لَهُ خَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرٍ الْأَنْصَارِيُّ أَخُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ الَّذِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَكَّلَهُ بِفَمِ الشِّعْبِ يَوْمَ أُحُدٍ فِي خَمْسِينَ مِنَ الرُّمَاةِ- فَفَارَقَهُ أَصْحَابُهُ وَ بَقِيَ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا- فَقُتِلَ عَلَى بَابِ الشِّعْبِ، وَ كَانَ أَخُوهُ هَذَا خَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرٍ شَيْخاً كَبِيراً ضَعِيفاً- وَ كَانَ صَائِماً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي الْخَنْدَقِ فَجَاءَ إِلَى أَهْلِهِ حِينَ أَمْسَى فَقَالَ عِنْدَكُمْ طَعَامٌ- فَقَالُوا لَا نَمْ حَتَّى نَصْنَعَ لَكَ طَعَاماً- فَأَبْطَأَتْ أَهْلُهُ بِالطَّعَامِ- فَنَامَ قَبْلَ أَنْ يُفْطِرَ فَلَمَّا انْتَبَهَ قَالَ لِأَهْلِهِ- قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيَّ الْأَكْلَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ- فَلَمَّا أَصْبَحَ حَضَرَ حَفْرَ الْخَنْدَقِ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ ص فَرَقَّ لَهُ، وَ كَانَ قَوْمٌ مِنَ الشَّبَابِ يَنْكِحُونَ بِاللَّيْلِ سِرّاً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ- هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ- عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ- فَتابَ عَلَيْكُمْ وَ عَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ- وَ ابْتَغُوا ما كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا- حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ- ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ» وَ أَحَلَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى النِّكَاحَ بِاللَّيْلِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَ الْأَكْلَ بَعْدَ النَّوْمِ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ- لِقَوْلِهِ