في الذر، و منه رد على من أنكر خلق الجنة و النار، و منه رد
على من أنكر المتعة و الرجعة، و منه رد على من وصف الله عز و جل، و منه مخاطبة
الله عز و جل لأمير المؤمنين و الأئمة ع و ما ذكره الله من فضائلهم و فيه خروج
القائم و أخبار الرجعة و ما وعد الله تبارك و تعالى الأئمة ع من النصرة- و
الانتقام من أعدائهم، و فيه شرائع الإسلام و أخبار الأنبياء ع- و مولدهم و مبعثهم
و شريعتهم و هلاك أمتهم، و فيه ما نزل بمغازي النبي ص و فيه ترهيب و فيه ترغيب، و
فيه أمثال، و فيه أخبار و قصص، و نحن ذاكرون جميع ما ذكرنا- إن شاء الله في أول
الكتاب مع خبرها- ليستدل بها على غيرها و علم ما في الكتاب- و بالله التوفيق و
الاستعانة- و عليه نتوكل و به نستعين و نستجير- و الصلاة على محمد و آله الذين
أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.
فأما الناسخ و المنسوخ-
فإن عدة النساء كانت في الجاهلية إذا مات الرجل تعتد امرأته سنة- فلما بعث رسول
الله ص لم ينقلهم عن ذلك و تركهم على عاداتهم- و أنزل الله تعالى بذلك قرآنا فقال
«وَ
الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَ يَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً
لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ»[1] فكانت العدة حولا فلما قوي الإسلام
أنزل الله «الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَ يَذَرُونَ أَزْواجاً-
يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ عَشْراً»[2] فنسخت قوله «مَتاعاً إِلَى
الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ» و مثله أن المرأة كانت في الجاهلية إذا زنت
تحبس في بيتها حتى تموت- و الرجل يؤذى فأنزل الله في ذلك «وَ اللَّاتِي
يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ- فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً
مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ- حَتَّى
يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا[3]»