فإنها نزلت في صلاة النافلة- فصلها حيث توجهت إذا كنت في سفر-
و أما الفرائض- فقوله «وَ حَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ» يعني الفرائض
لا تصليها إلا إلى القبلة
و أما قوله وَ إِذِ
ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ- قالَ إِنِّي جاعِلُكَ
لِلنَّاسِ إِماماً قال هو ما ابتلاه الله[1]
مما أراه في نومه بذبح ولده- فأتمها إبراهيم ع و عزم عليها و سلم- فلما عزم و عمل
بما أمره الله قال الله تعالى «إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً» قالَ إبراهيم وَ مِنْ
ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ لا يكون بعهدي إمام
ظالم- ثم أنزل عليه الحنيفية و هي الطهارة- و هي عشرة أشياء خمسة في الرأس و خمسة
في البدن- فأما التي في الرأس فأخذ الشارب و إعفاء اللحى- و طم الشعر و السواك و
الخلال- و أما التي في البدن فحلق الشعر من البدن و الختان- و قلم الأظفار و الغسل
من الجنابة و الطهور بالماء- فهذه خمسة في البدن و هو الحنيفية الطهارة- التي جاء
بها إبراهيم فلم تنسخ إلى يوم القيامة و هو قوله «وَ اتَّبَعَ مِلَّةَ
إِبْراهِيمَ حَنِيفاً» و أما قوله وَ إِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً
لِلنَّاسِ وَ أَمْناً فالمثابة العود إليه- و قوله طَهِّرا بَيْتِيَ
لِلطَّائِفِينَ وَ الْعاكِفِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ