فَإِنَّ مُوسَى ع لَمَّا رَجَعَ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ مَعَهُ التَّوْرَاةُ لَمْ يَقْبَلُوا مِنْهُ فَرَفَعَ اللَّهُ جَبَلَ طُورِ سِينَا عَلَيْهِمْ- وَ قَالَ لَهُمْ مُوسَى لَئِنْ لَمْ تَقْبَلُوا لَيَقَعَنَّ الْجَبَلُ عَلَيْكُمْ وَ لَيَقْتُلَنَّكُمْ- فَنَكَسُوا رُءُوسَهُمْ فَقَالُوا نَقْبَلُهُ.
و أما قوله وَ إِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ- إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً الآية)
قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِمْ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ رَجُلًا مِنْ خِيَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ عُلَمَائِهِمْ- خَطَبَ امْرَأَةً مِنْهُمْ فَأَنْعَمَتْ لَهُ[1] وَ خَطَبَهَا ابْنُ عَمٍّ لِذَلِكَ الرَّجُلِ- وَ كَانَ فَاسِقاً رَدِيّاً فَلَمْ يُنْعِمُوا لَهُ- فَحَسَدَ ابْنَ عَمِّهِ الَّذِي أَنْعَمُوا لَهُ- فَقَعَدَ لَهُ فَقَتَلَهُ غِيلَةً- ثُمَّ حَمَلَهُ إِلَى مُوسَى ع فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَذَا ابْنُ عَمِّي قَدْ قُتِلَ- قَالَ مُوسَى مَنْ قَتَلَهُ قَالَ لَا أَدْرِي- وَ كَانَ الْقَتْلُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ عَظِيماً جِدّاً فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَى مُوسَى فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ فَقَالُوا مَا تَرَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ لَهُ بَقَرَةٌ وَ كَانَ لَهُ ابْنٌ بَارٌّ- وَ كَانَ عِنْدَ ابْنِهِ سِلْعَةٌ فَجَاءَ قَوْمٌ يَطْلُبُونَ سِلْعَتَهُ- وَ كَانَ مِفْتَاحُ بَيْتِهِ تَحْتَ رَأْسِ أَبِيهِ وَ كَانَ نَائِماً- وَ كَرِهَ ابْنُهُ أَنْ يُنَبِّهَهُ وَ يُنْغِضَ عَلَيْهِ نَوْمَهُ- فَانْصَرَفَ الْقَوْمُ وَ لَمْ يَشْتَرُوا سِلْعَتَهُ- فَلَمَّا انْتَبَهَ أَبُوهُ قَالَ لَهُ يَا بُنَيَّ مَا ذَا صَنَعْتَ فِي سِلْعَتِكَ قَالَ هِيَ قَائِمَةٌ لَمْ أَبِعْهَا لِأَنَّ الْمِفْتَاحَ كَانَ تَحْتَ رَأْسِكَ- فَكَرِهْتُ أَنْ أُنَبِّهَكَ وَ أُنْغِضَ عَلَيْكَ نَوْمَكَ- قَالَ لَهُ أَبُوهُ قَدْ جَعَلْتُ هَذِهِ الْبَقَرَةَ لَكَ- عِوَضاً عَمَّا فَاتَكَ مِنْ رِبْحِ سِلْعَتِكَ- وَ شَكَرَ اللَّهُ لِابْنِهِ مَا فَعَلَ بِأَبِيهِ- وَ أَمَرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَذْبَحُوا تِلْكَ الْبَقَرَةَ بِعَيْنِهَا- فَلَمَّا اجْتَمَعُوا إِلَى مُوسَى وَ بَكَوْا وَ ضَجُّوا- قَالَ لَهُمْ مُوسَى إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً فَتَعَجَّبُوا فَقَالُوا أَ تَتَّخِذُنا هُزُواً نَأْتِيكَ بِقَتِيلٍ فَتَقُولُ اذْبَحُوا بَقَرَةً- فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ فَعَلِمُوا أَنَّهُمْ قَدْ أَخْطَئُوا فَقَالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ- قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَ لا بِكْرٌ
[1]. أَنْعَمَ لَهُ أَيْ قَالَ لَهُ« نَعَمْ» ج- ز