و قوله جل ذكره وَ
اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ قال الصبر الصوم وَ إِنَّها
لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ يعني الصلاة- و قوله الَّذِينَ
يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ أَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ قال الظن في
الكتاب على وجهين- فمنه ظن يقين و منه ظن شك- ففي هذا الموضع الظن يقين- و إنما
الشك قوله تعالى «إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا- وَ ما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ» و قوله «وَ ظَنَنْتُمْ
ظَنَّ السَّوْءِ» و أما قوله يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ
الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ- وَ أَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ قال لفظ
العالمين عام و معناه خاص- و إنما فضلهم على عالمي زمانهم- بأشياء خصهم بها مثل
المن و السلوى- و الحجر الذي انفجر مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً* و قوله وَ اتَّقُوا
يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً- وَ لا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ
وَ لا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ