وَ قَوْلُهُ: أَمَرَ رَبِّي أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ فَقَالَ نَعَمْ لَيْسَ لِلَّهِ فِي عِبَادِهِ أَمْرٌ إِلَّا الْعَدْلُ وَ الْإِحْسَانُ- فَالدُّعَاءُ مِنَ اللَّهِ عَامٌّ وَ الْهُدَى خَاصٌّ- مِثْلُ قَوْلِهِ: وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ وَ لَمْ يَقُلْ وَ يَهْدِي جَمِيعَ مَنْ دَعَا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ: وَ أَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذا عاهَدْتُمْ- وَ لا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها- وَ قَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لَمَّا نَزَلَتِ الْوَلَايَةُ- وَ كَانَ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ ص بِغَدِيرِ خُمٍّ سَلِّمُوا عَلَى عَلِيٍّ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالُوا: أَ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ فَقَالَ لَهُمْ نَعَمْ حَقّاً مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ، فَقَالَ إِنَّهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ- وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ- يُقْعِدُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الصِّرَاطِ- فَيُدْخِلُ أَوْلِيَاءَهُ الْجَنَّةَ وَ يُدْخِلُ أَعْدَاءَهُ النَّارَ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها ... إلخ
يعني قول رسول الله ص من الله و رسوله ثم ضرب لهم مثلا فقال: وَ لا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً- تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ الَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ يُقَالُ لَهَا رَابِطَةُ [رَيْطَةُ] بِنْتُ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ- بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ كَانَتْ حَمْقَاءَ تَغْزِلُ الشَّعْرَ- فَإِذَا غَزَلَتْ نَقَضَتْهُ ثُمَّ عَادَتْ فَغَزَلَتْهُ- فَقَالَ اللَّهُ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَمَرَ بِالْوَفَاءِ- وَ نَهَى عَنْ نَقْضِ الْعَهْدِ فَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلًا.
رجع إلى رواية علي بن إبراهيم
فِي قَوْلِهِ «أَنْ تَكُونَ أَئِمَّةً هِيَ أَزْكَى مِنْ أَئِمَّتِكُمْ» فَقِيلَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ نَحْنُ نَقْرَؤُهَا هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ قَالَ وَيْحَكَ وَ مَا أَرْبَى وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ بِطَرْحِهَا
إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ يَعْنِي بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع يَخْتَبِرُكُمْ وَ لَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ- وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً قَالَ عَلَى مَذْهَبٍ وَاحِدٍ وَ أَمْرٍ وَاحِدٍ وَ لكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ قَالَ يُعَذِّبُ بِنَقْضِ الْعَهْدِ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ قَالَ يُثِيبُ وَ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ- وَ لا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ