و قال علي بن إبراهيم في
قوله خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ قال خلقه من
قطرة ماء منتن- فيكون خصيما متكلما بليغا- و قال أبو الجارود في قوله وَ
الْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَ مَنافِعُ و الدفء حواشي الإبل-
و يقال بل هي الأدفأ من البيوت و الثياب- و قال علي بن إبراهيم في قوله «دِفْءٌ» أي ما
تستدفئون به- مما يتخذ من صوفها و وبرها و قوله وَ لَكُمْ فِيها جَمالٌ
حِينَ تُرِيحُونَ وَ حِينَ تَسْرَحُونَ قال حين ترجع من المرعى- و حين تسرحون
حين تخرج إلى المرعى وَ تَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ- لَمْ تَكُونُوا
بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ قال إلى مكة و المدينة و جميع البلدان-
ثم قال وَ الْخَيْلَ وَ الْبِغالَ وَ الْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها و لم يقل عز و
جل لتركبوها و تأكلوا منها- كما قال في الأنعام وَ يَخْلُقُ ما لا
تَعْلَمُونَ قال العجائب التي خلقها الله في البحر و البر وَ عَلَى
اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَ مِنْها جائِرٌ يعني الطريق وَ لَوْ شاءَ
لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ يعني الطريق و قوله عز و جل هُوَ الَّذِي
أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ- مِنْهُ شَرابٌ وَ مِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ
تُسِيمُونَ أي تزرعون- ثم قال يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَ
الزَّيْتُونَ- وَ النَّخِيلَ وَ الْأَعْنابَ وَ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ