كَمَا أَفْسَدَ بَنُو الْجَانِّ وَ يَسْفِكُونَ الدِّمَاءَ كَمَا سَفَكَ بَنُو الْجَانِّ- وَ يَتَحَاسَدُونَ وَ يَتَبَاغَضُونَ فَاجْعَلْ ذَلِكَ الْخَلِيفَةَ مِنَّا- فَإِنَّا لَا نَتَحَاسَدُ وَ لَا نَتَبَاغَضُ وَ لَا نَسْفِكُ الدِّمَاءَ- وَ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ- قَالَ جَلَّ وَ عَزَّ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْلُقَ خَلْقاً بِيَدِي- وَ أَجْعَلَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ أَنْبِيَاءَ وَ مُرْسَلِينَ- وَ عِبَاداً صَالِحِينَ أَئِمَّةً مُهْتَدِينَ- وَ أَجْعَلَهُمْ خُلَفَاءَ عَلَى خَلْقِي فِي أَرْضِي يَنْهَوْنَهُمْ عَنْ مَعْصِيَتِي- وَ يُنْذِرُونَهُمْ مِنْ عَذَابِي وَ يَهْدُونَهُمْ إِلَى طَاعَتِي- وَ يَسْلُكُونَ بِهِمْ طَرِيقَ سَبِيلِي وَ أَجْعَلَهُمْ لِي حُجَّةً عَلَيْهِمْ- وَ أَبِيدَ النَّسْنَاسَ مِنْ أَرْضِي وَ أُطَهِّرَهَا مِنْهُمْ- وَ أَنْقُلَ مَرَدَةَ الْجِنِّ الْعُصَاةَ مِنْ بَرِيَّتِي وَ خَلْقِي وَ خِيَرَتِي- وَ أُسْكِنَهُمْ فِي الْهَوَاءِ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ فَلَا يُجَاوِرُونَ نَسْلَ خَلْقِي- وَ أَجْعَلَ بَيْنَ الْجِنِّ وَ بَيْنَ خَلْقِي حِجَاباً- فَلَا يَرَى نَسْلُ خَلْقِي الْجِنَّ وَ لَا يُجَالِسُونَهُمْ وَ لَا يُخَالِطُونَهُمْ- فَمَنْ عَصَانِي مِنْ نَسْلِ خَلْقِي الَّذِينَ اصْطَفَيْتُهُمْ- وَ أَسْكَنْتُهُمْ مَسَاكِنَ الْعُصَاةِ- أَوْرَدْتُهُمْ مَوَارِدَهُمْ وَ لَا أُبَالِي قَالَ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا رَبَّنَا افْعَلْ مَا شِئْتَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قَالَ فَبَاعَدَهُمُ اللَّهُ مِنَ الْعَرْشِ مَسِيرَةَ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ، قَالَ فَلَاذُوا بِالْعَرْشِ وَ أَشَارُوا بِالْأَصَابِعِ- فَنَظَرَ الرَّبُّ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِمْ وَ نَزَلَتِ الرَّحْمَةُ- فَوَضَعَ لَهُمُ الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ فَقَالَ طُوفُوا بِهِ وَ دَعُوا الْعَرْشَ فَإِنَّهُ لِي رِضًى فَطَافُوا بِهِ- وَ هُوَ الْبَيْتُ الَّذِي يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ- لَا يَعُودُونَ أَبَداً- فَوَضَعَ اللَّهُ الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ تَوْبَةً لِأَهْلِ السَّمَاءِ- وَ وَضَعَ الْكَعْبَةَ تَوْبَةً لِأَهْلِ الْأَرْضِ- فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى «إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ- فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ» قَالَ وَ كَانَ ذَلِكَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فِي آدَمَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُ- وَ احْتِجَاجاً مِنْهُ عَلَيْهِمْ (قَالَ) فَاغْتَرَفَ رَبُّنَا عَزَّ وَ جَلَّ غُرْفَةً بِيَمِينِهِ- مِنَ الْمَاءِ الْعَذْبِ الْفُرَاتِ- وَ كِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ فَصَلْصَلَهَا فِي كَفِّهِ حَتَّى جَمَدَتْ- فَقَالَ لَهَا مِنْكِ أَخْلُقُ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ عِبَادِيَ الصَّالِحِينَ وَ الْأَئِمَّةَ الْمُهْتَدِينَ وَ الدُّعَاةَ إِلَى الْجَنَّةِ وَ أَتْبَاعَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ لَا أُبَالِي وَ لَا أُسْأَلُ عَمَّا