فَكَانَ بَيْنَ يَدَيْ يُوسُفَ ابْنٌ لَهُ- فِي يَدِهِ رُمَّانَةٌ مِنْ ذَهَبٍ يَلْعَبُ بِهَا- فَلَمَّا رَأَى يُوسُفُ أَنَّ يَهُودَا قَدْ غَضِبَ- وَ قَامَتِ الشَّعْرَةُ تَقْذِفُ بِالدَّمِ- أَخَذَ الرُّمَّانَةَ مِنَ الصَّبِيَّ ثُمَّ دَحْرَجَهَا نَحْوَ يَهُودَا وَ تَبِعَهَا الصَّبِيُّ لِيَأْخُذَهَا- فَوَقَعَتْ يَدُهُ عَلَى يَهُودَا فَذَهَبَ غَضَبُهُ، قَالَ فَارْتَابَ يَهُودَا وَ رَجَعَ الصَّبِيُّ بِالرُّمَّانَةِ إِلَى يُوسُفَ ثُمَّ ارْتَفَعَ الْكَلَامُ بَيْنَهُمَا حَتَّى غَضِبَ يَهُودَا وَ قَامَتِ الشَّعْرَةُ تَقْذِفُ بِالدَّمِ- فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ يُوسُفُ دَحْرَجَ الرُّمَّانَةَ نَحْوَ يَهُودَا فَتَبِعَهَا الصَّبِيُّ لِيَأْخُذَهَا- فَوَقَعَتْ يَدُهُ عَلَى يَهُودَا فَسَكَنَ غَضَبُهُ- وَ قَالَ إِنَّ فِي الْبَيْتِ لَمِنْ وُلْدِ يَعْقُوبَ حَتَّى صَنَعَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَجَعُوا إِخْوَةُ يُوسُفَ إِلَى أَبِيهِمْ- وَ أَخْبَرُوهُ بِخَبَرِ أَخِيهِمْ قالَ يَعْقُوبُ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ- عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً- إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ- وَ تَوَلَّى عَنْهُمْ وَ قالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ وَ ابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ يَعْنِي عَمِيَتْ مِنَ الْبُكَاءِ فَهُوَ كَظِيمٌ أَيْ مَحْزُونٌ وَ الْأَسَفُ أَشَدُّ الْحُزْنِ
وَ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَا بَلَغَ مِنْ حُزْنِ يَعْقُوبَ عَلَى يُوسُفَ قَالَ حُزْنَ سَبْعِينَ ثَكْلَى بِأَوْلَادِهَا- وَ قَالَ إِنَّ يَعْقُوبَ لَمْ يَعْرِفِ الِاسْتِرْجَاعَ وَ مِنْ هُنَا قَالَ وَا أَسَفى عَلى يُوسُفَ
فَقَالُوا لَهُ تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ أَيْ لَا تَفْتَأُ عَنْ ذِكْرِ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَيْ مَيِّتاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ فَ قالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَ حُزْنِي إِلَى اللَّهِ- وَ أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ
حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ حَسَّانَ بْنِ سَدِيرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ أَخْبِرْنِي عَنْ يَعْقُوبَ حِينَ قَالَ لِوُلْدِهِ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَ أَخِيهِ أَ كَانَ عَلِمَ أَنَّهُ حَيٌّ وَ قَدْ فَارَقَهُ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً- وَ ذَهَبَتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْبُكَاءِ عَلَيْهِ، قَالَ نَعَمْ عَلِمَ أَنَّهُ حَيٌّ حَتَّى إِنَّهُ دَعَا رَبَّهُ فِي السَّحَرِ- أَنْ يَهْبِطَ عَلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتِ فَهَبَطَ عَلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتِ فِي أَطْيَبِ رَائِحَةٍ وَ أَحْسَنِ صُورَةٍ- فَقَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا مَلَكُ الْمَوْتِ أَ لَيْسَ سَأَلْتَ اللَّهَ أَنْ يُنْزِلَنِي عَلَيْكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ مَا حَاجَتُكَ يَا يَعْقُوبُ قَالَ لَهُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْأَرْوَاحِ تَقْبِضُهَا جُمْلَةً أَوْ تَفَارِيقاً قَالَ يَقْبِضُهَا أَعْوَانِي مُتَفَرِّقَةً- ثُمَّ تُعْرَضُ عَلَيَ