أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ فِي قَوْلِهِ قُوَّةً قَالَ الْقُوَّةُ الْقَائِمُ ع وَ الرُّكْنُ الشَّدِيدُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ
قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ لَوْ عَلِمَ مَا لَهُ مِنَ الْقُوَّةِ، فَقَالَ مَنْ أَنْتُمْ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ أَنَا جَبْرَئِيلُ، فَقَالَ لُوطٌ بِمَا ذَا أُمِرْتَ قَالَ بِهَلَاكِهِمْ فَسَأَلَهُ السَّاعَةَ قَالَ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَ لَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ فَكَسَرُوا الْبَابَ وَ دَخَلُوا الْبَيْتَ فَضَرَبَ جَبْرَئِيلُ بِجَنَاحِهِ عَلَى وُجُوهِهِمْ فَطَمَسَهَا[1] وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ «وَ لَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ- فَذُوقُوا عَذابِي وَ نُذُرِ» فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ عَلِمُوا أَنَّهُمْ قَدْ أَتَاهُمُ الْعَذَابُ- فَقَالَ جَبْرَئِيلُ يَا لُوطُ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَ اخْرُجْ مِنْ بَيْنِهِمْ أَنْتَ وَ وُلْدُكَ وَ لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ- إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ وَ كَانَ فِي قَوْمِ لُوطٍ رَجُلٌ عَالِمٌ- فَقَالَ لَهُمْ يَا قَوْمِ- قَدْ جَاءَكُمُ الْعَذَابُ الَّذِي كَانَ يَعِدُكُمْ لُوطٌ فَاحْرُسُوهُ وَ لَا تَدَعُوهُ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِكُمْ- فَإِنَّهُ مَا دَامَ فِيكُمْ لَا يَأْتِيكُمُ الْعَذَابُ، فَاجْتَمَعُوا حَوْلَ دَارِهِ يَحْرُسُونَهُ- فَقَالَ جَبْرَئِيلُ يَا لُوطُ اخْرُجْ مِنْ بَيْنِهِمْ- فَقَالَ كَيْفَ أَخْرُجُ وَ قَدِ اجْتَمَعُوا حَوْلَ دَارِي، فَوَضَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ عَمُوداً مِنْ نُورٍ- فَقَالَ لَهُ اتَّبِعْ هَذَا الْعَمُودَ وَ لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ فَخَرَجُوا مِنَ الْقَرْيَةِ مِنْ تَحْتِ الْأَرْضِ فَالْتَفَتَتِ امْرَأَتُهُ- فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهَا صَخْرَةً فَقَتَلَتْهَا، فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ صَارَتِ الْمَلَائِكَةُ الْأَرْبَعَةُ- كُلُّ وَاحِدٍ فِي طَرَفٍ مِنْ قَرْيَتِهِمْ- فَقَلَعُوهَا مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ إِلَى تُخُومِ الْأَرْضِ ثُمَّ رَفَعُوهَا فِي الْهَوَاءِ- حَتَّى سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ نُبَاحَ الْكِلَابِ وَ صُرَاخَ الدِّيَكَةِ- ثُمَّ قَلَبُوهَا عَلَيْهِمْ وَ أَمْطَرَهُمُ اللَّهُ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ- وَ ما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ
قوله «مَنْضُودٍ» يعني بعضها على بعض منضدة- و قوله «مُسَوَّمَةً» أي منقوطة.
حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ «وَ أَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً» قَالَ مَا مِنْ عَبْدٍ يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا- يَسْتَحِلُّ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ إِلَّا رَمَاهُ اللَّهُ كَبِدَهُ مِنْ تِلْكَ الْحِجَارَةِ- تَكُونُ مَنِيَّتُهُ
[1]. الطُّمُوسُ كَالدُّرُوسِ لَفْظاً وَ مَعْنًى. ج ز