عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الصَّرْصَرَ يَعْنِي الْبَارِدَةَ- وَ هُوَ قَوْلُهُ فِي سُورَةِ إِقْتَرَبَتْ «كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَ نُذُرِ- إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً- فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ» وَ حَكَى فِي سُورَةِ الْحَاقَّةِ فَقَالَ «وَ أَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ- سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَ ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً» قَالَ كَانَ الْقَمَرُ مَنْحُوساً بِزُحَلَ سَبْعَ لَيَالٍ وَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ.
قَالَ فَحَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ الرِّيحُ الْعَقِيمُ تَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا شَيْءٌ قَطُّ إِلَّا عَلَى قَوْمِ عَادٍ حِينَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ- فَأَمَرَ الْخُزَّانَ أَنْ يُخْرِجُوا مِنْهَا مِثْلَ سَعَةِ الْخَاتَمِ- فَعَصَتْ عَلَى الْخَزَنَةِ- فَخَرَجَ مِنْهَا مِثْلَ مِقْدَارِ مَنْخِرِ الثَّوْرِ- تَغَيُّظاً مِنْهَا عَلَى قَوْمِ عَادٍ فَضَجَّ الْخَزَنَةُ إِلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ- وَ قَالُوا يَا رَبَّنَا إِنَّهَا قَدْ عَتَتْ عَلَيْنَا- وَ نَحْنُ نَخَافُ أَنْ يَهْلِكَ مَنْ لَمْ يَعْصِكَ مِنْ خَلْقِكَ- وَ عُمَّارِ بِلَادِكَ- فَبَعَثَ اللَّهُ جَبْرَئِيلَ فَرَدَّهَا بِجَنَاحِهِ- وَ قَالَ لَهَا اخْرُجِي عَلَى مَا أُمِرْتِ بِهِ- فَرَجَعَتْ وَ خَرَجَتْ عَلَى مَا أُمِرَتْ بِهِ- فَأَهْلَكَتْ قَوْمَ عَادٍ وَ مَنْ كَانَ بِحَضْرَتِهِمْ
وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ- هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَكُمْ فِيها فَاسْتَغْفِرُوهُ- ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ إِلَى قَوْلِهِ وَ إِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ مُرِيبٍ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بَعَثَ صَالِحاً إِلَى ثَمُودَ وَ هُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً لَا يُجِيبُوهُ إِلَى خَيْرٍ- وَ كَانَ لَهُمْ سَبْعُونَ صَنَماً يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ- فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مِنْهُمْ قَالَ لَهُمْ يَا قَوْمِ- بُعِثْتُ إِلَيْكُمْ وَ أَنَا ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً- وَ قَدْ بَلَغْتُ عِشْرِينَ وَ مِائَةَ سَنَةٍ- وَ أَنَا أَعْرِضُ عَلَيْكُمْ أَمْرَيْنِ إِنْ شِئْتُمْ- فَاسْأَلُونِي مَهْمَا أَرَدْتُمْ حَتَّى أَسْأَلَ إِلَهِي فَيُجِيبَكُمْ- وَ إِنْ شِئْتُمْ سَأَلْتُ آلِهَتَكُمْ- فَإِنْ أَجَابَتْنِي خَرَجْتُ عَنْكُمْ، فَقَالُوا أَنْصَفْتَ فَأَمْهِلْنَا- فَأَقْبَلُوا يَتَعَبَّدُونَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ- وَ يَتَمَسَّحُونَ بِالْأَصْنَامِ وَ يَذْبَحُونَ لَهَا- وَ أَخْرَجُوهَا إِلَى سَفْحِ الْجَبَلِ وَ أَقْبَلُوا يَتَضَرَّعُونَ إِلَيْهَا، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ