أما لا يقوم القائم و لا يخرج، على حد الاستهزاء فقال الله أَلا يَوْمَ
يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ- وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ
يَسْتَهْزِؤُنَ
، قال علي بن إبراهيم و
الأمة في كتاب الله على وجوه كثيرة- فمنه المذهب- و هو قوله «كانَ النَّاسُ
أُمَّةً واحِدَةً» أي على مذهب واحد، و منه الجماعة من الناس- و هو قوله «وَجَدَ
عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ» أي جماعة، و منه الواحد قد سماه الله
أمة- قوله «إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً» و منه جميع
أجناس الحيوان- و هو قوله «وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها
نَذِيرٌ» و منه أمة محمد ص و هو قوله «كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ
خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ» و هي أمة محمد ص و منه الوقت و هو قوله «وَ قالَ
الَّذِي نَجا مِنْهُما وَ ادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ» أي بعد وقت- و قوله:
إِلى أُمَّةٍ
مَعْدُودَةٍ، يعني به الوقت- و منه الخلق كله و هو قوله «وَ تَرى كُلَّ
أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا»، و قوله «يَوْمَ
نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً- ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَ
لا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ» و مثله كثير.
و قوله وَ لَئِنْ
أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً- ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُسٌ
كَفُورٌ وَ لَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ- لَيَقُولَنَّ
ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ قال إذا أغنى الله
العبد ثم افتقر- أصابه الإياس و الجزع و الهلع- فإذا كشف الله عنه ذلك فرح- و قال ذَهَبَ
السَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ ثم قال إِلَّا
الَّذِينَ صَبَرُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ قال صبروا في الشدة و
عملوا الصالحات في الرخاء.