أي شكا إلى شكهم- فهو رد على من يزعم أن الإيمان لا يزيد و لا
ينقص- و مثله في سورة الأنفال في قوله «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا
ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ- وَ إِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ
زادَتْهُمْ إِيماناً- وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» و مثله كثير مما حكى
الله من زيادة الإيمان و قوله أَ وَ لا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ- فِي
كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أي يمرضون ثُمَّ لا يَتُوبُونَ
وَ لا هُمْ يَذَّكَّرُونَ و قوله وَ إِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ
بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ يعني المنافقين ثُمَّ انْصَرَفُوا أي تفرقوا صَرَفَ
اللَّهُ قُلُوبَهُمْ عن الحق إلى الباطل- باختيارهم الباطل على الحق- ثم خاطب
الله عز و جل الناس- و احتج عليهم برسول الله فقال:
لَقَدْ جاءَكُمْ
رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أي مثلكم في الخلقة و يقرأ من أنفسكم[1] أي أشرفكم عَزِيزٌ
عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ أي أنكرتم و جحدتم حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ
رَؤُفٌ رَحِيمٌ ثم عطف بالمخاطبة على النبي ص فقال فَإِنْ تَوَلَّوْا يا محمد عما
تدعوهم إليه فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ- عَلَيْهِ
تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ.
(10) سورة يونس مكية
مائة و عشر آية (110)
بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ قال الر هو حرف من حروف
الاسم الأعظم- المنقطع في القرآن فإذا ألفه الرسول أو الإمام فدعا به أجيب- ثم
قال: أَ كانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ يعني رسول الله
ص
أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا- أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ
عِنْدَ رَبِّهِمْ