و الهداية في كتاب الله
على وجوه أربعة- فمنها ما هو للبيان للذين يؤمنون بالغيب- قال يصدقون بالبعث و
النشور و الوعد و الوعيد- و الإيمان في كتاب الله على أربعة أوجه- فمنه إقرار
باللسان قد سماه الله إيمانا- و منه تصديق بالقلب و منه الأداء و منه التأييد.
(الأول) الإيمان الذي هو
إقرار باللسان- و قد سماه الله تبارك و تعالى إيمانا و نادى أهله به- لقوله يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ- فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً
وَ إِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ- فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قالَ-
قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً- وَ لَئِنْ
أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ- لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَ
بَيْنَهُ مَوَدَّةٌ- يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً[1]