، و قوله وَ مِمَّنْ
خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ فهذه الآية لآل محمد و
أتباعهم، و قوله عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ هو هلاكهم- و
قوله وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها قال الرحمن الرحيم- و قوله وَ الَّذِينَ
كَذَّبُوا بِآياتِنا- سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ قال تجديد
النعم عند المعاصي- و قوله وَ أُمْلِي لَهُمْ أي أصبر لهم إِنَّ
كَيْدِي مَتِينٌ أي عذابي شديد ثم قال أَ وَ لَمْ
يَتَفَكَّرُوا يعني قريش ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ يعني رسول الله
ص أي ما هو مجنون كما يزعمون إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ و قوله أَ وَ لَمْ
يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ- وَ ما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ
شَيْءٍ- وَ أَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ- فَبِأَيِّ حَدِيثٍ
بَعْدَهُ يعني بعد القرآن يُؤْمِنُونَ أي يصدقون، و قوله مَنْ
يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ- وَ يَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ قال يكله إلى
نفسه.
و أما قوله
يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها فإن قريشا بعثت العاص
بن وائل السهمي و النضر بن حارث بن كلدة و عتبة بن أبي معيط إلى نجران ليتعلموا من
علماء اليهود مسائل- و يسألوا بها رسول الله ص، و كان فيها سلوا محمدا متى تقوم
الساعة فإن ادعى علم ذلك فهو كاذب، فإن قيام الساعة لم يطلع الله عليه ملكا مقربا-
و لا نبيا مرسلا- فلما سألوا رسول الله ص متى تقوم الساعة أنزل الله تعالى
يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها- قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ
رَبِّي- لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَ
الْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً- يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ
عَنْها