أي ميزهم أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَ مِنْهُمْ
دُونَ ذلِكَ وَ بَلَوْناهُمْ أي اختبرناهم بِالْحَسَناتِ وَ
السَّيِّئاتِ يعني بالسعة و الأمن و الفقر و الفاقة و الشدة لَعَلَّهُمْ
يَرْجِعُونَ يعني كي يرجعوا و قوله فَخَلَفَ مِنْ
بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى يعني ما يعرض
لهم من الدنيا وَ يَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا وَ إِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ
مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ- أَ لَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ- أَنْ لا
يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ- وَ دَرَسُوا ما فِيهِ يعني ضيعوه- ثم
قال وَ الدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَ فَلا
تَعْقِلُونَ- وَ الَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا
لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ
و أما قوله وَ إِذْ
تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ
يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ فهم في أمة محمد يسومون أهل الكتاب سوء العذاب-
يأخذون منهم الجزية.
و أما قوله وَ إِذْ
نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ- وَ ظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ
بِهِمْ