بِهِ عَوْرَتَهُ وَ مَا أَكَنَّ رَأْسَهُ- وَ هُمْ فِي ذَلِكَ وَ اللَّهِ خَائِفُونَ وَجِلُونَ.
و أما قوله وَ قَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً أي ميزناهم به وَ سْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ- إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً- وَ يَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ
فَإِنَّهَا قَرْيَةٌ كَانَتْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ قَرِيباً مِنَ الْبَحْرِ، وَ كَانَ الْمَاءُ يَجْرِي عَلَيْهَا فِي الْمَدِّ وَ الْجَزْرِ- فَيَدْخُلُ أَنْهَارَهُمْ وَ زُرُوعَهُمْ، وَ يَخْرُجُ السَّمَكُ مِنَ الْبَحْرِ- حَتَّى يَبْلُغَ آخِرَ زَرْعِهِمْ، وَ قَدْ كَانَ اللَّهُ قَدْ حَرَّمَ عَلَيْهِمُ الصَّيْدَ يَوْمَ السَّبْتِ وَ كَانُوا يَضَعُونَ الشِّبَاكَ فِي الْأَنْهَارِ لَيْلَةَ الْأَحَدِ يَصِيدُونَ بِهَا السَّمَكَ- وَ كَانَ السَّمَكُ يَخْرُجُ يَوْمَ السَّبْتِ وَ يَوْمَ الْأَحَدِ لَا يَخْرُجُ- وَ هُوَ قَوْلُهُ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً- وَ يَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ فَنَهَاهُمْ عُلَمَاؤُهُمْ عَنْ ذَلِكَ فَلَمْ يَنْتَهُوا فَمُسِخُوا قِرَدَةً وَ خَنَازِيرَ، وَ كَانَتِ الْعِلَّةُ فِي تَحْرِيمِ الصَّيْدِ عَلَيْهِمْ يَوْمَ السَّبْتِ أَنَّ عِيدَ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ وَ غَيْرِهِمْ كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَخَالَفَتِ الْيَهُودُ وَ قَالُوا عِيدُنَا يَوْمُ السَّبْتِ فَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الصَّيْدَ يَوْمَ السَّبْتِ وَ مُسِخُوا قِرَدَةً وَ خَنَازِيرَ.
حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ ع أَنَّ قَوْماً مِنْ أَهْلِ أَيْكَةَ مِنْ قَوْمِ ثَمُودَ وَ أَنَّ الْحِيتَانَ كَانَتْ سَبَقَتْ إِلَيْهِمْ يَوْمَ السَّبْتِ لِيَخْتَبِرَ اللَّهُ طَاعَتَهُمْ فِي ذَلِكَ- فَشُرِّعَتْ إِلَيْهِمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ فِي نَادِيهِمْ- وَ قُدَّامِ أَبْوَابِهِمْ فِي أَنْهَارِهِمْ وَ سَوَاقِيهِمْ- فَبَادَرُوا إِلَيْهَا فَأَخَذُوا يَصْطَادُونَهَا- فَلَبِثُوا فِي ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ- لَا يَنْهَاهُمْ عَنْهَا الْأَحْبَارُ- وَ لَا يَمْنَعُهُمُ الْعُلَمَاءُ مِنْ صَيْدِهَا، ثُمَّ إِنَّ الشَّيْطَانَ أَوْحَى إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ- إنَّمَا نُهِيتُمْ عَنْ أَكْلِهَا يَوْمَ السَّبْتِ فَلَمْ تُنْهَوْا عَنْ صَيْدِهَا، فَاصْطَادُوا يَوْمَ السَّبْتِ وَ كُلُوهَا فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الْأَيَّامِ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ الْآنَ نَصْطَادُهَا، فَعَتَتْ، وَ انْحَازَتْ طَائِفَةٌ أُخْرَى مِنْهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ- فَقَالُوا نَنْهَاكُمْ عَنْ عُقُوبَةِ اللَّهِ أَنْ تَتَعَرَّضُوا لِخِلَافِ أَمْرِهِ وَ اعْتَزَلَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ ذَاتَ الْيَسَارِ- فَسَكَتَتْ فَلَمْ تَعِظْهُمْ، فَقَالَتْ لِلطَّائِفَةِ الَّتِي وَعَظَتْهُمْ