ثم قال عز و جل لنبيه ع وَ إِنْ
تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ- يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ يعني يحيروك عن
الإمام- فإنهم مختلفون فيه إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَ إِنْ
هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ أي يقولون بلا علم بالتخمين و التقريب فَكُلُوا
مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ قال من الذبائح- ثم قال وَ ما لَكُمْ
أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ- وَ قَدْ فَصَّلَ لَكُمْ
ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ يعني بين لكم إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ- وَ إِنَّ
كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ- إِنَّ رَبَّكَ هُوَ
أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ و قوله وَ ذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَ
باطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِما كانُوا
يَقْتَرِفُونَ قال الظاهر من الإثم المعاصي و الباطن الشرك و الشك في
القلب- و قوله «بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ» أي يعملون و قوله وَ لا
تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ قال من ذبائح اليهود و
النصارى و ما يذبح على غير الإسلام ثم قال وَ إِنَّهُ لَفِسْقٌ- وَ إِنَّ
الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ يعني وحي كذب و فسوق- و
فجور إلى أوليائهم من الإنس و من يطيعهم لِيُجادِلُوكُمْ أي ليخاصموكم وَ إِنْ
أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ و قوله أَ وَ مَنْ كانَ
مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ قال جاهلا عن الحق و الولاية فهديناه إليها وَ جَعَلْنا
لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ قال النور الولاية كَمَنْ مَثَلُهُ فِي
الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها يعني في ولاية غير