فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ قال المستقر الإيمان-
الذي يثبت في قلب الرجل إلى أن يموت و المستودع هو المسلوب منه الإيمان
و قوله وَ هُوَ
الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ-
فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً يعني بعضه على
بعض وَ مِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ و هو العنقود وَ جَنَّاتٍ
مِنْ أَعْنابٍ يعني البساتين- و قوله انْظُرُوا إِلى
ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَ يَنْعِهِ أي بلوغه إِنَّ فِي ذلِكُمْ
لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ- وَ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَ قال و كانوا
يعبدون الجن وَ خَلَقَهُمْ وَ خَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَ بَناتٍ بِغَيْرِ
عِلْمٍ أي موهوا و حرفوا فقال الله عز و جل ردا عليهم بَدِيعُ السَّماواتِ
وَ الْأَرْضِ- أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَ لَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ- وَ
خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ و قوله لا
تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ أي لا تحيط به وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ أي يحيط بها- و
خلق كل شيء وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ و قوله قَدْ
جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ- فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ عَمِيَ
فَعَلَيْها يعني على النفس- و ذلك لاكتسابها المعاصي- و هو رد على المجبرة الذين يزعمون
أنه ليس لهم فعل و لا اكتساب- و قوله وَ كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ وَ لِيَقُولُوا
دَرَسْتَ وَ لِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ قال كانت قريش تقول
لرسول الله ص إن الذي تخبرنا به من الأخبار- تتعلمه من علماء اليهود و تدرسه و
قوله اتَّبِعْ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ
أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ منسوخ بقوله «فَاقْتُلُوا
الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ» و قوله وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ
ما أَشْرَكُوا فهو الذي يحتج به المجبرة إنا بمشيئة الله نفعل كل الأفعال-
و ليس لنا فيها صنع- فإنما معنى ذلك- أنه لو شاء الله أن يجعل الناس كلهم معصومين-
حتى كان لا يعصيه أحد لفعل ذلك- و لكن أمرهم و نهاهم و امتحنهم- و أعطاهم ما أزال
علتهم و هي الحجة عليهم من الله يعني الاستطاعة- ليستحقوا الثواب و العقاب- و
ليصدقوا ما قال الله من التفضل- و المغفرة و الرحمة و العفو و الصفح- و قوله