قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ
دُونِ اللَّهِ- قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْواءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً- وَ ما أَنَا
مِنَ الْمُهْتَدِينَ، قُلْ إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَ كَذَّبْتُمْ
بِهِ[1] أي بالبينة
التي أنا عليها ما عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ يعني الآيات التي
سألوها إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَ هُوَ خَيْرُ
الْفاصِلِينَ أي يفصل بين الحق و الباطل ثم قال قُلْ لهم لَوْ أَنَّ
عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ- لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ يعني إذا جاءت
الآية هلكتم- و انقضى ما بيني و بينكم- و قوله وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ
الْغَيْبِ يعني عالم الغيب لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ وَ يَعْلَمُ ما فِي
الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ- وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها- وَ لا
حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ- وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ
مُبِينٍ قَالَ الْوَرَقَةُ السِّقْطُ، وَ الْحَبَّةُ الْوَلَدُ، وَ ظُلُمَاتُ
الْأَرْضِ الْأَرْحَامُ، وَ الرَّطْبُ مَا يَبْقَى وَ يَحْيَا، وَ الْيَابِسُ مَا
تَغِيضُ الْأَرْحَامُ، وَ كُلُّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ و قوله وَ هُوَ
الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ يعني بالنوم وَ يَعْلَمُ ما
جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ يعني ما عملتم بالنهار- و قوله ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ
فِيهِ يعني ما عملتم من الخير و الشر