و قوله وَ هُوَ
اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَ فِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ وَ
يَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ قال السر ما أسر في نفسه- و الجهر ما أظهره و
الكتمان ما عرض بقلبه ثم نسيه- و قوله وَ ما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ
آياتِ رَبِّهِمْ- إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ إلى قوله وَ
أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ- وَ لَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً
فِي قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ- لَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا
إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ فإنه محكم ثم قال حكاية عن قريش وَ قالُوا لَوْ لا
أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ يعني رسول الله ص وَ لَوْ أَنْزَلْنا
مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ فأخبر عز و جل أن الآية
إذا جاءت و الملك إذا نزل و لم يؤمنوا هلكوا، فاستعفى النبي ص من الآيات رأفة و
رحمة على أمته- و أعطاه الله الشفاعة- ثم قال الله وَ لَوْ جَعَلْناهُ
مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا وَ لَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ- وَ لَقَدِ
اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ- فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما
كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ أي نزل بهم العذاب ثم قال لهم قُلْ لهم يا محمد سِيرُوا فِي
الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا أي انظروا في القرآن و أخبار الأنبياء- فانظروا كَيْفَ كانَ
عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ثم قال قُلْ لهم لِمَنْ ما
فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ثم رد عليهم فقال قُلْ لهم لِلَّهِ
كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ- لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ يعني أوجب
الرحمة على نفسه و قوله وَ لَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ هُوَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ يعني ما خلق