قال لكل نبي شريعة و طريق وَ لكِنْ
لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ أي يختبركم
ثم قال لنبيه فَتَرَى
الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ- يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ
تُصِيبَنا دائِرَةٌ و هو قول عبد الله بن أبي لرسول الله ص لا تنقض حكم بني
النضير فإنا نخاف الدوائر، فقال الله تعالى فَعَسَى اللَّهُ أَنْ
يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ- أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ- فَيُصْبِحُوا عَلى ما
أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ و أما قوله يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ- فَسَوْفَ يَأْتِي
اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ- أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قال هو مخاطبة
لأصحاب رسول الله ص الذين غصبوا آل محمد حقهم- و ارتدوا عن دين الله «فَسَوْفَ
يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ» نزلت في القائم ع و
أصحابه يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ لا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ و أما قوله إِنَّما وَلِيُّكُمُ
اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا- الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ
يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ
و قوله وَ إِذا
جاؤُكُمْ قالُوا آمَنَّا قال نزلت في عبد الله بن أبي لما أظهر الإسلام وَ قَدْ
دَخَلُوا بِالْكُفْرِ قال و خَرَجُوا بِهِ من الإيمان و قوله وَ
أَكْلِهِمُ السُّحْتَ قال السحت هو بين الحلال و الحرام- و هو أن يؤاجر الرجل نفسه
على حمل المسكر- و لحم الخنزير و اتخاذ الملاهي- فإجارته نفسه حلال- و من جهة ما
يحمل و يعلم هو سحت-.