مَا يَصْنَعُ بِهِ- فَجَاءَ غُرَابَانِ فَأَقْبَلَا يَتَضَارَبَانِ- حَتَّى قَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ- ثُمَّ حَفَرَ الَّذِي بَقِيَ الْأَرْضَ بِمَخَالِبِهِ- وَ دَفَنَ فِيهَا صَاحِبَهُ، قَالَ قَابِيلُ يا وَيْلَتى أَ عَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ- فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ فَحَفَرَ لَهُ حَفِيرَةً وَ دَفَنَهُ فِيهَا- فَصَارَتْ سُنَّةً يَدْفِنُونَ الْمَوْتَى- فَرَجَعَ قَابِيلُ إِلَى أَبِيهِ فَلَمْ يَرَ مَعَهُ هَابِيلَ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ أَيْنَ تَرَكْتَ ابْنِي قَالَ لَهُ قَابِيلُ أَرْسَلْتَنِي عَلَيْهِ رَاعِياً فَقَالَ آدَمُ انْطَلِقْ مَعِي إِلَى مَكَانِ الْقُرْبَانِ- وَ أَوْجَسَ قَلْبُ آدَمَ بِالَّذِي فَعَلَ قَابِيلُ، فَلَمَّا بَلَغَ الْمَكَانَ اسْتَبَانَ قَتْلُهُ، فَلَعَنَ آدَمُ الْأَرْضَ الَّتِي قَبِلَتْ دَمَ هَابِيلَ وَ أُمِرَ آدَمُ أَنْ يَلْعَنَ قَابِيلَ وَ نُودِيَ قَابِيلُ مِنَ السَّمَاءِ لُعِنْتَ كَمَا قَتَلْتَ أَخَاكَ- وَ لِذَلِكَ لَا تَشْرَبُ الْأَرْضُ الدَّمَ، فَانْصَرَفَ آدَمُ فَبَكَى عَلَى هَابِيلَ أَرْبَعِينَ يَوْماً وَ لَيْلَةً- فَلَمَّا جَزِعَ عَلَيْهِ شَكَا ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ- فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنِّي وَاهِبٌ لَكَ ذَكَراً يَكُونُ خَلَفاً مِنْ هَابِيلَ، فَوَلَدَتْ حَوَّاءُ غُلَاماً زَكِيّاً مُبَارَكاً، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ السَّابِعُ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا الْغُلَامَ هِبَةٌ مِنِّي لَكَ- فَسَمِّهِ هِبَةَ اللَّهِ، فَسَمَّاهُ آدَمُ هِبَةَ اللَّهِ
قَالَ وَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ [أَبِي] أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ كُنْتُ جَالِساً مَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَإِذَا طَاوُسٌ فِي جَانِبِ الْحَرَمِ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ- حَتَّى قَالَ أَ تَدْرِي أَيُّ يَوْمٍ قُتِلَ نِصْفُ النَّاسِ، فَأَجَابَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ع فَقَالَ أَوْ رُبُعُ النَّاسِ يَا طَاوُسُ، فَقَالَ أَوْ رُبُعُ النَّاسِ، فَقَالَ أَ تَدْرِي مَا صُنِعَ بِالْقَاتِلِ- فَقُلْتُ إِنَّ هَذِهِ لَمَسْأَلَةٌ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ غَدَوْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ ع فَوَجَدْتُهُ قَدْ لَبِسَ ثِيَابَهُ- وَ هُوَ قَاعِدٌ عَلَى الْبَابِ- يَنْتَظِرُ الْغُلَامَ أَنْ يُسْرِجَ لَهُ- فَاسْتَقْبَلَنِي بِالْحَدِيثِ قَبْلَ أَنْ أَسْأَلَهُ فَقَالَ، إِنَّ بِالْهِنْدِ أَوْ مِنْ وَرَاءِ الْهِنْدِ رَجُلًا- مَعْقُولًا بِرِجْلِهِ أَيْ وَاحِدَةٍ، لَبِسَ الْمِسْحَ[1] مُوَكَّلٌ بِهِ عَشَرَةُ نَفَرٍ- كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَخْرَجَ أَهْلُ الْقَرْيَةِ بَدَلَهُ- فَالنَّاسُ يَمُوتُونَ وَ الْعَشَرَةُ لَا يَنْقُصُونَ- يَسْتَقْبِلُونَهُ بِوَجْهِ الشَّمْسِ حِينَ تَطْلُعُ- وَ يُدِيرُونَهُ مَعَهَا حِينَ تَغِيبُ- ثُمَّ يَصُبُّونَ عَلَيْهِ فِي الْبَرْدِ الْمَاءَ الْبَارِدَ
[1]. الْمِسْحُ بِالْكَسْرِ كِسَاءٌ مِنْ صُوفٍ جَمْعُهُ مُسُوحٍ. ج. ز