و أما قوله إِنَّ
الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَ هُوَ خادِعُهُمْ قال الخديعة من الله
العذاب- قوله إِذا قامُوا مع رسول الله ص إِلَى الصَّلاةِ
قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ أنهم مؤمنون وَ لا يَذْكُرُونَ
اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ- لا إِلى هؤُلاءِ وَ لا
إِلى هؤُلاءِ أي لم يكونوا من المؤمنين و لا من اليهود ثم قال إِنَّ
الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ نزلت في عبد الله بن
أبي و جرت في كل منافق و مشرك و قوله لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ
الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ أي لا يحب أن يجهر الرجل بالظلم و السوء- و يظلم
إلا من ظلم فقد أطلق له أن يعارضه بالظلم،
، و قوله إِنَّ
الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ- وَ يُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ
اللَّهِ وَ رُسُلِهِ- وَ يَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَ نَكْفُرُ بِبَعْضٍ قال هم الذين
أقروا برسول الله ص و أنكروا أمير المؤمنين ع وَ يُرِيدُونَ أَنْ
يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا- أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا.
و قوله فَبِما
نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ يعني فبنقضهم ميثاقهم وَ كُفْرِهِمْ
بِآياتِ اللَّهِ وَ قَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍ قال هؤلاء لم يقتلوا
الأنبياء- و إنما قتلهم أجدادهم و أجداد أجدادهم- فرضوا هؤلاء بذلك فألزمهم الله
القتل بفعل أجدادهم، فكذلك من رضي بفعل فقد لزمه و إن لم يفعله، و الدليل على ذلك
أيضا قوله في سورة البقرة «فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللَّهِ مِنْ
قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ» فهؤلاء لم يقتلوهم- و لكنهم رضوا بقتل آبائهم
فألزمهم فعلهم، و قوله وَ بِكُفْرِهِمْ وَ قَوْلِهِمْ عَلى مَرْيَمَ بُهْتاناً
عَظِيماً أي قولهم إنها فجرت و قوله قَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا ... عِيسَى ابْنَ
مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ لما رفعه الله إليه- و قوله