الأمر- و قوله «اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ
الصَّادِقِينَ[1]» فلم تستغن
الناس الذين سمعوا هذا من النبي بتنزيل الآية- حتى عرفهم النبي ص من الصادقون- و
قوله «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ- كَما كُتِبَ
عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ» فلم يستغن الناس حتى أخبرهم النبي (ص) كم
يصومون- و قوله «أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ» فلم تستغن الناس بهذا
حتى أخبرهم النبي كم يصلون و كم يصومون و كم يزكون.
و أما ما تأويله قبل
تنزيله- فالأمور التي حدثت في عصر النبي ص مما لم يكن عند النبي فيها حكم مثل
الظهار- فإن العرب في الجاهلية كانوا إذا ظاهر الرجل من امرأته- حرمت عليه إلى
الأبد- فلما هاجر رسول الله إلى المدينة ظاهر رجل من امرأته يقال له أوس بن الصامت
فجاءت امرأته إلى رسول الله ص فأخبرته بذلك- فانتظر النبي ص الحكم من الله- فأنزل
الله تبارك و تعالى «الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ
أُمَّهاتِهِمْ- إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ[2]» و مثله ما نزل
في اللعان و غيره مما لم يكن عند النبي ص فيه حكم- حتى نزل عليه القرآن به من عند
الله عز و جل- فكان التأويل قد تقدم التنزيل.
و أما ما تأويله بعد
تنزيله- فالأمور التي حدثت في عصر النبي ص و بعده من غصب آل محمد حقهم- و ما وعدهم
الله به من النصر على أعدائهم- و ما أخبر الله به من أخبار القائم و خروجه- و
أخبار الرجعة و الساعة في قوله «وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ
بَعْدِ الذِّكْرِ- أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ[3]» و قوله «وَعَدَ
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ- لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ
فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ- وَ لَيُمَكِّنَنَّ
لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ- وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ
خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً[4]» نزلت في
القائم من آل محمد ص و قوله